عادي
مجاعة واسعة النطاق في شمال القطاع.. وضحايا بين الأطفال

إسرائيل تراوغ مفاوضات الهدنة: خسائرنا باهظة في غزة

01:22 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
أطفال يجلسون خارج مأواهم بمخيم للنازحين في رفح
نازحون يصطفون للحصول على الخبز في رفح
1
فلسطينيون يحملون حاجياتهم في مخيم للنازحين برفح

شنت طائرات إسرائيلية، أمس الأربعاء، مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة يومها ال 145، سلسلة غارات على مناطق مختلفة في القطاع، فيما جددت المدفعية الإسرائيلية قصفها للمربعات السكنية خاصة في رفح ودير البلح وخان يونس ومحيط مراكز الإيواء، في وقت حذّرت الأمم المتحدة من «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريباً» في غزة، خصوصاً في شمال القطاع المحاصر، حيث أصبحت المجاعة «وشيكة» في ظل عدم وصول المساعدات الإنسانية. والتزامن مع احتدام القتال في حي الزيتون شرقي غزة، اعترفت إسرائيل بتكبد جيشها خسائر باهظة في المعارك الدائرة في قطاع غزة، مؤكدة أنها لم تشهد مثل هذه الحرب منذ 75 عاماً.

وخلفت الغارات بين يومي الثلاثاء والأربعاء، عشرات القتلى ومئات الإصابات، لترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 29954 قتيلاً و 70325 مصاباً، بما في ذلك 8 مجازر ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد العائلات في غزة راح ضحيتها 76 قتيلاً و110 مصابين، بحسب معطيات وزارة الصحة بغزة. وشهدت محاور في منطقة خان يونس اشتباكات وإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، بين الفصائل الفلسطينية وقوات من الجيش الإسرائيلي. وأكدت وسائل إعلام فلسطينية، أمس الأربعاء، احتدام المعارك في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث تشنّ المقاتلات الإسرائيلية غارات عنيفة وسط استمرار الاشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين. وقد أدت الغارات الجوية التي نفذها الطيران الإسرائيلي، مستهدفاً منزلاً لعائلة البربري في حي الزيتون، إلى تدميره على رؤوس ساكنيه. وذكرت المصادر أن 5 فلسطينيين قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين في منطقة أبو هولي جنوب دير البلح وسط قطاع غزة، في حين قتل اثنان وجرح آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي على منازل في منطقة وادي غزة وسط القطاع. كما تم تشييع جثامين 7 قتلى من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مقتل ضابطين إسرائيليين خلال المعارك البرية في حي الزيتون بغزة ومدينة خان يونس، كما أصيب 7 آخرون بجروح خطيرة، مشيراً إلى إصابة 26 عسكرياً خلال ال 24 ساعة الأخيرة. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيانه أن القتيلين هما قائد سرية بكتيبة تابعة إلى لواء «غفعاتي» وقائد فصيل في نفس الكتيبة. واعترف وزير الجيش يوآف غالانت، بتكبد القوات الإسرائيلية خسائر باهظة تمثلت في ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، مشدداً على الحاجة إلى تمديد خدمة العسكريين وتمديد خدمة جنود الاحتياط. وأمام الخسائر التاريخية التي يتكبدها جيشه، قال غالانت إن إسرائيل لم نشهد مثل هذه الحرب منذ 75 عاماً وهذا يدعو لإقرار تعديلات على قانون التجنيد.

من جهة أخرى، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو لمجلس الأمن الدولي إنه «ما لم يحدث أي تغيير، فإن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة». وأضاف «علينا أن نثابر ونتحمّل مسؤولياتنا حتى لا يحدث ذلك أمام أعيننا».

من جهته، لفت راميش راجاسينغهام متحدثاً باسم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إلى تفشٍّ للمجاعة «لا يمكن تجنّبه تقريباً». وقال «نحن في نهاية شهر شباط/ فبراير، حيث يوجد ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان، على بعد خطوة واحدة من المجاعة. ويعاني واحد من كلّ ستة أطفال تحت سنّ الثانية في شمال غزة سوء التغذية الحاد والهزال». وأضاف «عملياً، يعتمد جميع سكان غزة تقريباً على المساعدات الإنسانية غير الكافية للبقاء على قيد الحياة»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى التحرك.

وجاء هذا الاجتماع في أعقاب رسالة أرسلها مارتن غريفيث إلى مجلس الأمن في 22 شباط/ فبراير، تتضمن تفاصيل الآثار المباشرة وغير المباشرة للحرب في غزة على الوضع الغذائي. ودعا في هذه الرسالة إلى «تحرّك فوري... لمنع المجاعة الناجمة عن النزاع».

وقال إنّه في هذا الصدد، يجب على أعضاء المجلس التصرّف ل«ضمان احترام القانون الإنساني، بما في ذلك خطر استخدام تجويع السكّان المدنيين كأداة للحرب».

إلى ذلك، قال نائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ماوريتسيو مارتينا «في السيناريو الأكثر ترجيحاً، سوف ينهار الإنتاج الزراعي في الشمال بحلول أيار/مايو 2024». وأشار إلى أنّه حتى 15 شباط/ فبراير، تضرّرت 46,2 في المئة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، ولم تعد 97 في المئة من المياه الجوفية صالحة للاستهلاك البشري. على الرغم من كلّ ذلك، لا تزال المساعدات الإنسانية تدخل الأراضي الفلسطينية بكميات ضئيلة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mue3eu6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"