الموهبة عندما تكون مشكلة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

يومياً نلتقي بفئات من البشر لديهم موهبة استثنائية، وقدرات خاصة تختلف عن أقرانهم العاديين. وتشكل البيئة، بجانب العامل الوراثي، دوراً كبيراً في اكتشاف الموهبة وتنميتها، كما وضّحها خبراء التربية، حيث ذكروا أن الموهبة هي الإبداع والقدرة على التعبير عن الجديد غير التقليدي وطرح أفكار مبتكرة لحل المشكلات التي تواجه الأفراد، وهي حب الاستطلاع والانطلاق الفكري في مجالات عديدة ومختلفة، ولكن في عالمنا العربي يواجه الطفل الموهوب الكثير من المشكلات، فتصبح موهبته مشكلة، وربما تضيع عليه مع الوقت بسبب الأسرة والمجتمع، وعدم الاهتمام من أسرته ومحيطه، بل قد يتعرض الطفل الموهوب للامبالاة أسرته والانشغال عنه، وعدم الاكتراث بمواهبه واهتماماته. ويواجه الطفل الموهوب صعوبة تكوين صداقات في مجتمعه، وعدم تكيفه معه واستهانة معلمه بموهبته أوعدم الاكتراث بها، ما يسبب له الكثير من الخيبة والانزواء والانطواء. ويواجه بعض الموهوبين مشكلات نفسية، فنراه يميل إلى الانطواء والعزلة ويبدو عليه التردد والارتباك.

إن الموهبة تحتاج إلى الدعم وتوفير الإمكانات اللازمة للطفل؛ لتحقيق أهدافه وأحلامه وطموحاته واستغلال طاقاته وتهيئة المناخ لديه، ربما نحتاج إلى دعم الطفل الموهوب حتى لا يتحول إلى مشكلة لا يمكن حلها. لنتذكر قصة أديسون، المخترع الأمريكي الذي اخترع المصباح الكهربائي، وطرد من مدرسته بسبب أسئلته الكثيرة، وكانت المناهج في تلك الفترة قائمة على الحفظ والتلقين، ما جعله يشعر بالملل أثناء الحصص المدرسية، فظن معلموه أنه طالب بليد ومتخلف عقلياً. وقد تسلمت والدة أديسون رسالة طرد ابنها من المدرسة، وعندما قرأتها قررت أن تحرّف معنى الرسالة لابنها، لذلك قالت له: «ابنك عبقري، هذه المدرسة متواضعة جداً بالنسبة له، من فضلك علميه في المنزل».

ولم يكتشف أديسون هذه الكذبة إلا متأخراً بعد وفاتها بفترة، عندما وجد الرسالة، وكان مضمونها «ابنك مريض عقلياً ولا يمكن السماح له بالذهاب إلى المدرسة بعد الآن». تأثر أديسون بما فعلته والدته، فكتب في مذكراته: «توماس أديسون كان طفلاً مريضاً عقلياً، ولكن بفضل أمه البطلة أصبح عبقري القرن».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2pxkt8ae

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"