حوار الحضارات

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

الناس مشتركون في عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم وطرق تنظيمهم لمجتمعاتهم التي يعيشون فيها، فالحوار الحضاري عملية مهمة تؤدي إلى تحقيق التفاهم بين الشعوب المختلفة مما يجعلها وسيلة إيجابية لتحقيق التعارف والتآلف بين الأمم، وحسم القضايا التي تتشارك فيها، فالبشر يتفاعلون في الثقافات والأعراف أو الدين ويتشاركون في المعتقدات والأحكام، وهي تعبر عن قدرة الحضارات على التعامل مع مختلف الآراء والأفكار السياسية والثقافية والدينية، حيث تقوم على الحوار بين الحضارات وتجسيد القواعد التي تحكم العلاقات بين الشعوب والأفراد على اختلافهم، وبما أن لكل مجتمع حضارته الخاصة، فعلينا تبادل الآراء والمشكلات وتعيين حلول لهذه المشكلات، فالمجتمعات بطبيعتها ليست بمعزل عن بعضها، فكل حضارة تؤثر وتتأثر بغيرها الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تناقضات، وهو ما يطلق عليه المشاكل العالمية، فحري بالحوار الحضاري أن يضع حلولاً للتناقضات والاختلافات بين الحضارات والوصول إلى أرضية مشتركة.

وفي إطار جهود دولتنا المستمر لتعزيز قيم التسامح والتعايش والحوار بين الحضارات، استضافت أبوظبي (المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح) تحت شعار (تجسير الحضارات ورعاية التنوع)، حيث وفّر المؤتمر منصة عالمية لتبادل الخبرات العلمية واستخلاص الدروس من التاريخ وتعزيز قيم التسامح والتعايش والتحول الثقافي وأهمية فهم واحترام الاختلافات الثقافية في المجتمعات المعاصرة.

وسعى المؤتمر إلى دراسة وتعزيز التفاهم والتعاون بين الحضارات المختلفة بمفهوم علمي لمعالجة المسائل التي تشكل جوهر حوار الحضارات، حيث نجح المؤتمر في تقديم صورة واضحة عن الجوانب العديدة التي ينطوي عليها الحوار البناء بين الحضارات، وتم عرض أفضل الممارسات العالمية في مجالات الاستدامة الثقافية والمجتمعية، وتم الإعلان عن أول مجلة علمية محكمة لعلوم الحضارات والتسامح، لتقديم منظور جديد عن تطور الحضارات والتعريف بأحدث الدراسات والبحوث في مجال التعايش والتسامح.

إن العالم اليوم في حاجة ماسة إلى حوار مفتوح يطرح الأفكار كافة، التي تنتصر للإنسان والكوكب الذي يعيش عليه، وإن الحضارات الإنسانية كافة، مدعوة لهذا الحوار الهادف دون إقصاء لأحد، وتبرز هنا مكانة الإمارات كنموذج في الأخوة الإنسانية وتكرس مكانتها كمنارة للتسامح وحوار الحضارات، فالمؤتمر استقطب اهتماماً كبيراً من مختلف وسائل الإعلام العالمية، والتي أجمعت على أهمية تعزيز قيم التسامح المشترك وقبول الآخر في عالم لا تنقصه أسباب الصّراع، ما يحول دون تفعيل التعاون الدولي كسبيل لمواجهة التحديات المعقدة التي يعيشها العالم حالياً.

فانعقاد المؤتمر عكس دور الإمارات كنموذج ملهم للتسامح والتعايش المشترك، وجسد النهج الأصيل في دعم العوامل المشتركة ومساعيها لتعزيز التواصل الإنساني والحضاري بينها، وتقدير الأهمية لدور الثقافة وتعزيز الأخوة الإنسانية من أجل بناء عالم يسوده السلام والرخاء، مؤسس ومبني على الالتزام بالقيم الإنسانية العالمية التي نتشاركها جميعاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/23yfumb2

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"