العيد

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

شرع الله تعالى العبادة وجعل أداءها واجباً مفروضاً على عباده ومن حكمته جعل لهم جوائز كثيرة يفرحون بها، منها في الدنيا تشعرهم بلذة ومُتعة العبادة، ومنها في الآخرة يحصل عليها المؤمنون في جنات النعيم، ومن أروعها التي يمنحها الله لنا هي يوم العيد.

ويعتبر عيد الفطر السعيد جائزة صيام شهر كامل وهو شهر رمضان المبارك، إذ يفرح المسلمون في صبيحة العيد بأنهم أتموا عبادة الشهر الكريم على أكمل وجه، حيث تبدأ شعائر العيد بالذهاب إلى الصلاة ومشاركة جموع المصلين الصلاة وتكبيرات العيد، حينها تصدح المآذن في كل مكانٍ بأصوات التكبيرات الرائعة التي تملأ الدنيا سحراً وتعطي للعيد نكهة خاصة وتجعل منه درساً إيمانياً رائعاً تسمو فيه النفوس والأرواح إلى بارئها فيشيع جو الفرح والخير والبهجة.

ويعتبر العيد فرصة رائعة لاجتماع الأحبة والأهل والجيران، وفرحة ثمينة ليفرح الناس ويتبادلون فرحتهم، وتشيع أجواء الاحتفالات وتُقام الموائد الخاصة والعامة ويفرح الكبار والصغار وتنتشر الكثير من العادات الرائعة كتبادل الزيارات وصلة الأرحام وزيارة بيت العائلة الكبير؛ حيث الجدّ والجدّة والاجتماع تحت كنفهم وتبادل العيديات بين الجميع، فيصبح لأداء العبادات لذة أكبر، فمهما كبرنا وتعددت مشاغلنا وأخذتنا وباعدت بيننا الأيام والليالي، سيظل العيدُ رمزاً للفرح.

ويستقبل العيد بعد شروق الشمس بتأدية صلاته، ثم الالتقاء مع العائلة والأصدقاء والجيران من أجل تبادل التهاني والتبريكات وتناول الحلويات المتنوعة، والأمر سيّان عندما يحلّ عيد الأضحى، فدائماً يرتبط هذان العيدان بالفرح والتواصل بين كافة أفراد المجتمع وفئاته العمرية، ويتم الاحتفال بعادات وتقاليد تميز الشعب الإماراتي، إلا أن هذه العادات لها روابط وثيقة مع بقية الشعوب العربية والإسلامية.

ومن هذه العادات ( فوالة العيد)؛ حيث تعد من أبرز عادات الاحتفال بالعيد في الإمارات، وترتبط بتراث الإمارات الغني بالكرم تجاه الضيف، وهي عادة تناقلتها الأجيال من أجل الترحيب بالضيوف في العيد وتجهيز الفوالة بكل ما لذّ وطاب وكذلك القهوة العربية، والعيدية تعد من عادات العيد في الإمارات والأكثر شيوعاً التي تقوّي الروابط الاجتماعية، إذ يهتم بها الغني والفقير والصغير والكبير، وتمنح الهدايا والبخور والعطور والحلويات وغيرها من الهدايا لتقاسم الفرحة وتبادل التهاني، وتسعد العيدية الأطفال وتشعرهم بأهميتهم وقدرتهم على تحمل المسؤولية كما تقدم للأم والأرحام والنساء.

وفي الختام، ففي العيد آلاف العِبر والحِكم والمواعظ، ما يتركنا شاكرين لعظمة الخالق سبحانه أن يديم علينا العيد ويعيده علينا أعواماً عديدة ولا يحرمنا الأجر والثواب والفرح به، وأن لا ينتهي ذلك الانتظار الطفولي ولهفتنا عليه.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ye2ytt23

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"