في العام 2016 وكجزء من المبادرات الحكومية في دولة الإمارات، تمت تسمية شهر مارس من كل عام «شهر القراءة» وذلك لإرساء ثقافة القراءة في الدولة، وقد تم إعداد إطار وطني متكامل يهدف إلى إنشاء جيل قارئ ويرسخ الإمارات عاصمة عالمية للثقافة والقراءة والمعرفة، وكان ذلك في إطار عام أصدرت الدولة بموجبه أول قانون في العالم للقراءة، وقد شهد أول عام للقراءة أطلقته الدولة أكثر من 1500 مبادرة في مختلف القطاعات المجتمعية، بهدف جعل القراءة أسلوب حياة يومية في البلاد، وكلنا يعرف ما قدمته وأفرزته مبادرة «تحدي القراءة العربي» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لعموم العالم العربي من نتائج إيجابية شجعت ملايين الطلاب على القراءة والوعي بقيمة القراءة، مما له التأثير الإيجابي على مستقبل الكثير منهم في حياته ومستقبله ووطنه.
وقد أطلقت الدولة خطة استراتيجية عشرية وطنية للقراءة وذلك لتعزيز مهارات القراءة والكتابة والمعرفة في الدولة، وتشجيع جميع الجهات المختلفة على تضمين القراءة كممارسة يومية وجعلها أسلوب حياة بحلول العام 2026، وقد مضى على إعلان هذه الخطة 8 سنوات وبقي عامان لقياس نتائج الخطة العشرية التي وضعتها الدولة لمعرفة نتائج ماتمّ العمل عليه خلال تلك السنوات.
ولو عدنا لأرض الواقع وقياس مدى تفاعل الجهات المختلفة مع هذا المشروع الحيوي لوجدنا أن هناك جهات تتفاعل بكل إيجابية وحرص، وجهات تتفاعل بطريقة ذر الرماد في العيون حتى لا يقال إنها لم تشارك أو تتفاعل، وجهات يبدو أنها لا تعرف دورها الحقيقي في المشاركة في مثل هذه المبادرات الحكومية، وجهات صامتة كصمت القبور، بالرغم من أن هذه المبادرة تعني كل أطياف الجهات والمؤسسات سواءً كانت حكومية أو أهلية بكافة أشكالها، فالقراءة هي الأساس للمعرفة وفي كافة المجالات لذا فهي تدخل في صلب الحياة اليومية وفي أساس الوعي والمعرفة ويحتاج إليها الجميع وفي كافة المناحي والجهات، لذا فالمشاركة ليست قاصرة على الجهات الثقافية فقط فهي تعمل طوال العام في هذا الحقل، لكن هي دعوة للجميع للمساهمة والعمل على نشر ثقافة القراءة بكافة أشكالها وأساليبها وابتكار أفضل الطرق لتسهيلها وتقريبها للناس وحثهم عليها.
شهر القراءة ابتكار إماراتي إنساني نوعي لابد من أن تتكاتف كل الجهات لإنجاحه وتحقيق أهداف الدولة وخططها الاستراتيجية التي تعمل عليها.
فماذا أعددنا لشهر القراءة يا ترى؟
