أمطار خير ورحمة

02:04 صباحا
قراءة دقيقتين

ونحن نستقبل المنخفض الجوي المتوقع، وسط اهتمام واسع بسلامة المجتمع وأفراده وممتلكاته، نتمنى أولاً أن نكون مثالاً في الالتزام بالتعليمات، والتجاوب مع الجهات المختصة التي تبذل جهوداً متواصلة للتعامل مع التطورات، وتؤسس لمرحلة مميزة من العمل الاحترافي في التعاطي مع هذا النوع من الحالات، امتداداً لنجاحات مرحلة «كورونا» التي عبرناها ولله الحمد بأقل الخسائر.

بصراحة، أعجبت كثيراً بفكرة الإحاطة الإعلامية التي ترافقت مع الحدث، واستعدادات الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي التي يصاحبها سقوط أمطار شديدة الغزارة مع البرق والرعد وسقوط البَرَد أحياناً، تؤدي إلى تجمع المياه وجريان الأودية الجارفة وفيضان بعض السدود وهبوب الرياح القوية المصاحبة للسحب الركامية وتدني مدى الرؤية الأفقية وتطاير بعض الأجسام الصلبة مما يستدعي توعية المجتمع ووضعه في الصورة كشريك مهم في الوقاية من تأثيراتها.

لقد مرت مدينة العين بحالة مشابهة في منتصف الشهر الماضي، تسببت في خسائر كبيرة بالممتلكات بسبب عدم التحوط من الظواهر الجوية وتساهل كثير من الناس مع التحذيرات، لكن الله لطف، وكانت الأجهزة المختصة في حالة تأهب، تعاملت عبرها مع كل البلاغات، وعالجت مختلف المشكلات، كما درست العديد من المواقع التي يتوقع أن تحدث بها تحديات مستقبلية، تمهيداً لوضع حلول دائمة، وهو الأمر الذي يتحقق من الاستفادة الإيجابية من الأزمات والعمل على وضع حلول فورية وأخرى قصيرة المدى من أجل عدم تكرارها.

بقيت أمور يجب أن يلتزم بها أفراد المجتمع لتحقيق النجاح الكامل، والذي يشمل في مرتبته الأولى الحفاظ على الأرواح، وذلك عبر عدة خطوات مهمة، في مقدمتها ضرورة الابتعاد عن مناطق تجمع المياه ومجاري السيول والمناطق المتوقع تأثرها بالمنخفض وتجنب التجمهر بما قد يعيق عمل الأجهزة المختصة، إضافة إلى عدم الانسياق وراء أية إشاعات يتم تداولها حول الأحوال الجوية واستقاء كافة المعلومات من مصادرها الرسمية، وأخذ الحيطة والحذر وتجنب ارتياد البحر وأماكن جريان الأودية وتجمع المياه وأماكن سقوط البرد.

قرار تحويل الدراسة عن بُعد، سيعود لفرق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في كل إمارة، وذلك في المناطق التي ستشهد تأثيرات غير اعتيادية، وهو أمر حيوي، إضافة إلى إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الوديان والجبال والمناطق الخطرة، لغاية انتهاء المنخفض الجوي، خاصة أن التنزه الذي يمارسه البعض خلال تلك الأجواء يمثل خطورة على حياتهم، ويربك الجهود المبذولة لحماية الآخرين.

جعلها الله أمطار خير ورحمة، ونفع بها البلاد والعباد، وصنع منها دروساً وخبرات في التعامل مع هذه الحالات، من دون خسائر وتأثيرات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/38ayjw3s

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"