عادي

النواب الإسبان يقرّون مشروع قانون العفو عن الانفصاليين الكاتالونيين

20:56 مساء
قراءة 3 دقائق
النواب الإسبان يقرّون مشروع قانون العفو عن الانفصاليين الكاتالونيين

مدريد- أ.ف.ب

أقرّ النواب الإسبان مشروع قانون العفو عن الانفصاليين الكاتالونيين، الخميس، فيما يفكّر الزعيم الانفصالي، كارليس بوتشيمون، في العودة، بعدما أمضى سنوات في منفى اختياري لتجنّب ملاحقته قضائياً، على خلفية محاولة انفصال عام 2017.

وصوّت 178 نائباً تأييداً لمشروع القانون، وعارضه 172، علماً أنه يسعى لطي صفحة سنوات من الجهود الرامية إلى محاسبة الضالعين في محاولة الاستقلال الفاشلة التي أثارت أسوأ أزمة سياسية شهدتها إسبانيا، منذ عقود.

ويعد هذا القرار خطوة حاسمة بالنسبة إلى رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، إذ تقدّمت بمشروع العفو الأحزاب الانفصالية في مقابل دعمها البرلماني للسماح له بتمضية فترة ولاية جديدة في منصبه. ويأتي هذا التصويت بعد ستة أسابيع من تصويت النواب على نسخة سابقة من مشروع القانون هذا.

وفي منشور على «إكس»، رحّب سانشيز بالتصويت على مشروع القانون، قائلاً إنه «خطوة شجاعة وضرورية» تفتح «عصراً جديداً من التعايش والازدهار في كاتالونيا». وسيرفع النصّ إلى مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الشعبي اليميني الذي يعارض هذا الإجراء بشدة، وتعهد ببذل كل ما في وسعه لتأخير إقراره قبل إعادته إلى مجلس النواب لاعتماده، وهو أمر غير متوقع قبل مايو/ أيار.

ويعد مشروع القانون الذي صاغه الاشتراكيون، وحزبان انفصاليان كتالونيان، النص التشريعي الأكثر إثارة للجدل الذي يصوّت عليه البرلمان منذ وصول سانشيز إلى الحكم في عام 2018، وقد أدى حتى إلى انقسام في صفوف ناخبيه. وقال وزير العدل فيليكس بولانوس، إن قانون العفو قد يشمل «نحو 400 شخص».

  • عودة بوتشيمون؟

وفي حديث إلى صحفيين في البرلمان الأوروبي، أعرب بوتشيمون عن أمله بأن يصبح القانون سارياً «بحلول نهاية مايو/ أيار»، فيما كان صرّح، مساء الأربعاء، بأنه يأمل بالعودة إلى إسبانيا بعد اعتماد مشروع القانون. وقاد بوتشيمون محاولة الانفصال في عام 2017 عندما كان زعيماً لكاتالونيا، وفر إلى بروكسل لتجنب المحاكمة، في حين حوكم تسعة من زملائه الانفصاليين الذين بقوا في إسبانيا، وسجنوا. وقبل ثلاث سنوات، منحتهم الحكومة عفواً.

وفي فترة الاستعداد للانتخابات العامة المقررة في يوليو/ تموز، قال سانشيز إنه يعارض أي عرض للعفو، لكن الحسابات الانتخابية أجبرته على تغيير نهجه، بعدما لم تكن نتائج الانتخابات حاسمة في بروز غالبية برلمانية.

وبهدف ضمان فترة ولاية جديدة، اضطر سانشيز للحصول على دعم الحزبين الانفصاليين، «معاً من أجل كاتالونيا» التابع لبوتشيمون، و«اليسار الجمهوري لكاتالونيا» الأكثر اعتدالاً.

وفي مقابل ذلك، طلب حزب بوتشيمون إقرار مشروع قانون العفو.

من جهته، أعرب أوريول خونكويراس زعيم «اليسار الجمهوري لكاتالونيا»، والذي كان بين المسجونين ثم أعفي عنه، عن رضاه عن نتيجة التصويت. وقال لمحطة «تي في إي» العامة الإسبانية: «لطالما أردنا أن تسود العدالة في أسرع وقت ممكن، وسيكون من دواعي سروري أن ألتقي مجدداً جميع رفاقنا في المنفى».

  • صياغة منقّحة

في 30 يناير/ كانون الثاني، أجرى البرلمان تصويتاً على مشروع قانون العفو، لكن النواب رفضوه في هزيمة مذلة لسانشيز، بعدما صوّت نواب حزب بوتشيمون ضدّه معتبرين أنه غير كافٍ. وبالنسبة إلى بوتشيمون، لم تقدّم الصيغة حماية كافية من المحاكمة بتهم الإرهاب، أو الخيانة.

وبعد شهر من ذلك، أعلنت المحكمة العليا في إسبانيا فتح تحقيق مع بوتشيمون بتهم «إرهاب» على خلفية احتجاجات في الشوارع مرتبطة بأزمة عام 2017. ثم تحرك الاشتراكيون من أجل إعادة إطلاق المحادثات حول صياغة مشروع قانون العفو رغم خطر الحكم بعدم دستورية النص الجديد.

وفي النسخة المنقّحة، أُزيلت كل الإشارات إلى قانون العقوبات الإسباني، واستخدمت فقط المعايير الأوروبية التي تقدم تعريفاً مختلفاً للإرهاب. أما اليمين الإسباني الذي يعارض مشروع القانون بشدة، فما زال متمسكاً بموقفه. واعتبر الحزب الشعبي أن مشروع قانون العفو ليس سوى «شراء» سانشيز لأصوات الانفصاليين للبقاء في السلطة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhzsa62

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"