دعا البرلمان الأوروبي، أمس الخميس، إلى وقف إطلاق نار «فوري ودائم» في غزة، في وقت دعا زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، إلى إجراء «انتخابات جديدة» في إسرائيل، معتبراً أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يجعل إسرائيل «منبوذة» في ظل الحرب على غزة، وقال إنه يتعين على إسرائيل إجراء «تصحيحات كبيرة في المسار» لتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين، فيما دعت مصر وإسبانيا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على عضوية الأمم المتحدة، بينما يُرتقب وصول سفينة تحمل 200 طن من الأغذية وتتقدم ببطء من قبرص إلى غزة مع تسارع الجهود لإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يقف على شفا المجاعة.
وأعرب أعضاء البرلمان الأوروبي عن القلق العميق إزاء الوضع الإنساني في غزة. وفي قرار تم تبنيه بأغلبية 372 صوتاً مؤيداً و44 صوتاً معارضاً وامتناع 120 عضواً عن التصويت، دعا أعضاء البرلمان الأوروبي إسرائيل إلى السماح فوراً بإيصال المساعدات الكاملة إلى غزة وفي أنحائها كافة وعبر المعابر القائمة كلها. وأكد القرار الحاجة الملحة إلى وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ومن دون عوائق. كما دعا القرار إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار للتصدي لخطر المجاعة الجماعية الذي يلوح في الأفق في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وأن يتاح للجنة الصليب الأحمر الدولية الوصول إلى جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة لتوفير الرعاية الطبية لهم.
ورحب البرلمان بممرات المساعدات البحرية لغزة، وحث السلطات الإسرائيلية على فتح معابر رفح وكرم أبو سالم وكارني وإيرز. ودان أعضاء البرلمان الأوروبي بشدة عرقلة المساعدات الإنسانية والهجمات ضد القوافل الإنسانية.
من جهة أخرى، قال زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر: «عند هذا التقاطع المفصلي، أعتقد بأن انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها»، معتبراً أن «تحالفاً يقوده نتنياهو لم يعد يلبّي حاجات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر».
وأضاف شومر: «نتنياهو ضل طريقه وهو عقبة كبيرة أمام السلام، لقد خضع في كثير من الأحيان لمطالب المتطرفين».
وقال شومر، وهو أرفع مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، إن نتنياهو أحاط نفسه بمتطرفين يمينيين و«أبدى استعداداً كبيراً للتسامح مع الخسائر المدنية في غزة، الأمر الذي يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية». وتابع: «لا يمكن لإسرائيل الصمود إذا أصبحت منبوذة».
من جهة أخرى، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، خلال المباحثات التي جرت بينهما في القاهرة، أمس الخميس، ضرورة اتخاذ خطوات واضحة وملموسة من قبل المجتمع الدولي، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بما يفتح المجال لتفعيل حل الدولتين، باعتباره الأساس لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليميين.
وبحث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط خلال اجتماعه مع ألباريس إمكانية عقد مؤتمر دولي للسلام في مدريد في وقت قريب.
ودعا وزير الخارجية المصري، إسرائيل، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني، إلى فتح معابرها البرية للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض الضغوط الدولية لمنع التحرك في رفح. وقال نتنياهو: «سأواصل مقاومة الضغوط وسندخل رفح ونكمل القضاء على ما تبقى من كتائب حماس ونستعيد الأمن ونحقق النصر الكامل لشعب ودولة إسرائيل».
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن نتنياهو، رفض خطة أعدتها المؤسسة الأمنية بدعم من الولايات المتحدة، وتقضي بأن يسيطر أعضاء حركة فتح على أجزاء من قطاع غزة.
وقضت الخطة التي دعمتها الولايات المتحدة، بأن يقوم الجانب الإسرائيلي بتدريب فلسطينيين، وتحديداً نشطاء من فتح، لمواجهة نفوذ حماس في القطاع. وأيضاً وفقاً للخطة فإن مدير جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، يحدد ما بين 4000 إلى 7000 من نشطاء فتح داخل غزة لكي تقوم إسرائيل بفحصهم، والتأكد من عدم وجود علاقات بينهم وبين «حماس».
إلى ذلك، دعا البيت الأبيض أمس الخميس، إلى إجراء تحقيق سريع في غارة جوية إسرائيلية على منشأة توزيع غذاء تابعة للأمم المتحدة في غزة.
(وكالات)
