ترشيد استهلاك المياه

01:02 صباحا
قراءة دقيقتين

تواجه الكثير من الدول في العالم ومنها دول المنطقة العربية مشاكل ندرة في الموارد المائية نتيجة للتغيرات المناخية والضغوط المتزايدة على الموارد المائية، بسبب الزيادة السكانية والنمو الزراعي والاقتصادي وأنماط الاستهلاك غير الموفرة، ويُنذرُ عدم التعامل مع ملف المياه بشكل جدّي من قبل دول العالم بحصول عجز عالمي بنسبة 40 % بحلول 2030م.

ونتيجة للتوسع الحضري ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة فإن 60% من سكان العالم يوجدون في مناطق تعاني نقصاً في موارد المياه العذبة بسبب تجاوز معدل الطلب إجمالي العرض ومن المتوقع أن ترتفع هذه النّسبة في ظل ما تشهده مناطق العالم من تداعيات التغير المناخي التي تؤثر في أنماط سقوط الأمطار.

وتأتي إطلاق (مبادرة محمد بن زايد للمياه) بتوجيهاتٍ من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تأكيداً على أهمية تطوير حلول تكنولوجية مبتكرة لمعالجة ندرة المياه وتعزيز التعاون مع الشّركاء والأطراف المعنيين في العالم لتسريع وتيرة الابتكار التكنولوجي للتعامل مع ندرة المياه والسعي إلى زيادة الاستثمارات للتغلب على هذا التحدي، فالحلول المُتاحة حالياً لمعالجة أزمة ندرة المياه غير كافية لتجنب هذه المشكلة، ولذلك تبرز الحاجة الملحة إلى ابتكار حلول جديدة وفاعلة، فاتجهت دولتنا إلى تعزيز التعاون والعمل مع مختلف الشركاء الدوليين لاستكشاف ابتكارات مستدامة وإثبات جدواها وتطبيقها بأعلى درجات الكفاءة المُمكنة.

وتتعامل دولتنا مع ملف الأمن المائي باعتباره قضية أمن وطني، وذلك منذ تأكيد صاحب السمو رئيس الدولة، أن المياه تشكل أهمية كبرى تفوق أهمية النفط بالنسبة لدولة الإمارات، حيث بدأت البرامج الاستراتيجية المالية تتربع على قائمة أولويات الحكومة للتعامل مع هذا الملف وإيجاد الحلول الاستباقية للتعامل مع ندرة المياه.

وتعتبر جهود الدولة في تحدي الأمن الغذائي من خلال مبادراتها الرائدة نموذجاً يحتذى به لتعزيزه في الدول التي تعاني شُحّاً مائياً، وتعتبر استراتيجيات الدولة في ذلك أبرز الجهود التي تسعى إلى ضمان استدامة واستمرارية الوصول إلى المياه خلال الظروف الطبيعية والطارئة، حيث تتمثل المستهدفات الرئيسية للاستراتيجية في خفض إجمالي الطلب على الموارد المائية وزيادة مؤشر إنتاجية المياه وتوفير سعة التّخزين للحالات العادية، ما ينتج عنه استدامة القطاع المائي والأثر الإيجابي على البيئة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

سيبقى الماء شريان الحياة وسر استمرارها وهو ما يتطلب الحفاظ عليها وعدم الإسراف في استخدامها وقد قال الله-عز وجل: (وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيّ)، فلا نستطيع العيش بدونه فعلى كل واحد منا الحفاظ على كل قطرة من قطراته، وعدم إهدارها أو التّهاون في استخدامها لتبقى نعمة للأجيال المقبلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kb4j9n85

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"