عادي

عبد الله بن طوق: إعلامنا شريك في التحول النوعي للنموذج الاقتصادي

02:49 صباحا
قراءة 5 دقائق
جانب من حضور المنتدى
  • رائد برقاوي: المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى بيانات حكومية
  • محمد جلال الريسي: دولتنا عالمية.. وكل ما تقوله نسمع صداه
  • حمد الكعبي: السوق بحاجة إلى إعلاميين يتمتعون بحس اقتصادي
  • مالك آل مالك: المناطق الحرة في دبي تشهد أكبر تجمع في المنطقة
  • سعود الدربي: المؤسسات التعليمية شريكة في بناء المواهب

دبي: «الخليج»

تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، انطلقت أمس الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام الإماراتي، الذي ناقش جملة من الموضوعات المهمة التي انصبت على تحليل متطلبات تطوير منظومة العمل الإعلامي الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة بما يواكب سرعة المتغيرات المحيطة سواء على مستوى المنطقة أو العالم.

وخلال الجلسة الرئيسية، تحدث عبد الله بن طوق وزير الاقتصاد، بحضور نخبة من قيادات المؤسسات الإعلامية الوطنية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية، وكبار الكُتّاب، وصناع الرأي، والمفكرين، ورموز العمل الإعلامي في دولة الإمارات.

 

عبد الله بن محمد وعبدالله بن طوق ومنى المري يشهدون توقيع الاتفاقية

وأكد أن دولة الإمارات قطعت بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة أشواطاً كبيرة في إحداث تحوّل نوعي في نموذجها الاقتصادي ليكون أكثر مرونة واستباقية ومواكبة للاتجاهات المستقبلية، وهو اليوم نموذج اقتصادي رائد ويتميز بمواصفات عالمية كفيلة بأن تجعل من دولة الإمارات شريكاً رئيسياً لمعظم الأسواق العالمية، ووجهة مفضلة للشركات والأعمال الريادية، وخاصة في قطاعات الاقتصاد الجديد.

وقال: «انطلاقاً من محددات رؤية «نحن الإمارات 2031»، ووثيقة المبادئ الاقتصادية لدولة الإمارات، تم رسم معالم واضحة لطبيعة النمو والازدهار الاقتصادي المنشود لدولة الإمارات خلال العقد المقبل، الذي يركز على الاستدامة كمبدأ ثابت يدخل في صميم العملية التنموية، وهو نمو مدفوع بالمعرفة، ويتبنى مبدأ الانفتاح على العالم، والشفافية، ويقوم على مواصلة تطوير البنى التحتية واللوجستية، وتحديث التشريعات الاقتصادية، واستقطاب المواهب والكفاءات».

وخلال الكلمة الرئيسية تطرق عبد الله بن طوق وزير الاقتصاد إلى مجموعة من الأرقام والمؤشرات الكلية التي حققها اقتصاد دولة الإمارات، حيث حقق الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة في عام 2021 نمواً بنسبة 3.8% متجاوزاً توقعات المؤسسات الدولية، ليبلغ 1,492 تريليون درهم، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 بالأسعار الثابتة 1.62 تريليون درهم محققاً نمواً إيجابياً قدره 7.9%.

وفي النصف الأول من عام 2023 حقق الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للدولة نمواً بنسبة 5.9% عما كان عليه في النصف الأول من عام 2022، ليحل الاقتصاد الإماراتي بذلك في المركز الأول ضمن الأسرع نمواً على المستويين الخليجي والعربي، ومتقدماً على العديد من الاقتصادات العالمية البارزة.

ميثاء بو حميد

مواكبة المستجدات

بدورها أعربت الدكتورة ميثاء بنت عيسى بوحميد مديرة نادي دبي للصحافة عن خالص الشكر والتقدير لعبد الله بن طوق، لما قدمه في كلمته من رؤى وتحليلات قيّمة حول الأهمية المركزية لقطاع الإعلام في مختلف الملفات الاقتصادية والتنموية لدولة الإمارات، مؤكدة أن مشاركته كمتحدث رئيسي في المنتدى وما قدمه من رؤية وأفكار من شأنها تمكين الإعلام المحلي من تطوير إعلام اقتصادي يواكب المستجدات سواء من ناحية المحتوى أو وسائل وأدوات نقله إلى المتلقي، إضافة إلى المساعدة على تكوين رسالة إعلامية موحدة تعكس مواقف دولة الإمارات الواضحة حيال مختلف المتغيرات الراهنة والمستقبلية.

وأضافت ميثاء بوحميد: «دولة الإمارات دائماً تحت الأضواء، وهذا يتطلب إعلاماً على قدر عالٍ من المسؤولية يواكب رؤية وتطلعات القيادة، ليس فقط على المستوى الداخلي وإنما على المستوى الخارجي أيضاً، فكما أن خطابنا الإعلامي الداخلي مهم ومؤثر، نريد لإعلامنا أن يمتلك الأدوات والأساليب التي تمكّنه من بناء خطاب إعلامي مؤثر في محيطنا الإقليمي والدولي كذلك». وأكدت ميثاء بوحميد أن الإعلام الوطني هو التعبير الحقيقي عن شكل المستقبل الذي نطمح إليه، ومرآة قصة الإمارات وشعبها الطموح.

جمال الكعبي ومحمد الريسي خلال مداخلة رائد برقاوي

شفافية النقاش

وفي أجواء تنظيمية، جاء النقاش صريحاً وبنّاءً، واتّسم برغبة حقيقية من جميع المشاركين في إحداث نقلة نوعية في قطاع الإعلام الإماراتي، حيث تطرقوا إلى جملة من الموضوعات المهمة التي تتعلق بأبرز التحديات التي يواجهها القطاع حالياً، والرؤى والأفكار التي أسهموا بها في سبيل الارتقاء بمنظومة العمل الإعلامي، في ضوء استراتيجية تكفل توسيع المشاركة في دعم مسيرة التنمية الشاملة في الدولة، وتضيء على أهم مسارات التطوير وما تثمره من إنجازات تصب في مصلحة المجتمع.

غياب البيانات الحكومية

حيث بدأ النقاش بسؤال وجهته مديرة الجلسة هند النقبي من دبي للإعلام إلى رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي في «صحيفة الخليج»، حول تقييمه الشخصي للمستوى الذي وصل إليه الإعلام الإماراتي مقارنة بتجارب الدول الإقليمية، وقال برقاوي خلال الإجابة عن السؤال الموجه إليه إن الإعلام المحلي خلال فترات سابقة كان متأخراً عن مواكبة ملف الاقتصاد، ولكنه اليوم أفضل حالاً. مشيراً إلى أن الإعلام الاقتصادي في الدولة يعاني حالياً من تحدٍّ متمثل في عزوف مسؤول الاقتصاد عن تقديم بيانات وأرقام من المؤسسات الحكومة، وهذا يؤثر بشكل مباشر على الإعلام، لأن المعلومات هي أساس بناء إعلام اقتصادي. مؤكداً أن الإعلام الإماراتي هو الأفضل خليجياً وعربياً.

ورداً على سؤال وُجّه إلى منى غانم المري حول الاتفاقية الموقعة بين مجلس دبي للإعلام ووزارة الاقتصاد، قالت: «قطاع الإعلام بحاجة إلى كفاءات في مختلف المجالات، وأكثرها إلحاحاً الجانب الاقتصادي باعتبارنا نعيش في دولة قائمة على الاقتصاد، ومن هذا المنطلق وقّعنا اليوم اتفاقية تعاون مع وزارة الاقتصاد لدعم صناع المحتوى من جميع الفئات والتخصصات الإعلامية والصحفية». لافتة إلى أن الهدف من الاتفاقية ليس فقط تدريب وتطوير المواهب والكفاءات الإعلامية، وإنما أيضاً صناعة محتوى اقتصادي وإعلامي مبتكر.

خطاب إعلامي بلغة مبتكرة

ورداً على سؤال حول بناء الصورة الإعلامية الرسمية للدولة في الخارج في ظل تعدد الملفات والقضايا وتنوع المنصات الإعلامية، وأيهما الأكثر إلحاحاً الخطاب الإعلامي المحلي أم الخارجي، قال محمد جلال الريسي، المدير العام لوكالة أنباء الإمارات «وام»: «إن دولة الإمارات دولة عالمية، ويعيش على أرضها 200 جنسية من ثقافات عالمية مختلفة، ولديها مقار لشركات عالمية، ومن السهل ملاحظة أن كل ما تقوله دولة الإمارات نبدأ بسماع صداه حول العالم، وهذا بكل تأكيد يفرض مسؤولية مضاعفة للمؤسسات الإعلامية».

فيما أشار ضرار بالهول، عضو المجلس الوطني الاتحادي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، إلى أهمية الرقابة الذاتية في تناول القضايا الإعلامية، مؤكداً أن الخطوط الحمراء في الإعلام الإماراتي خطوط أخلاقية.

مواهب إعلامية

وحول استثمار الحكومة في القيادات ضمن مختلف القطاعات الحيوية، والتحديات التي تقف أمام إعداد كوادر إعلامية من الصفين الثاني والثالث، قال سعود الدربي، رئيس مركز الأخبار والنشر في «دبي للإعلام»، رئيس تحرير صحيفة «البيان»: «إن المؤسسات الإعلامية ليست وحدها المسؤولة عن صناعة المواهب وإعداد كوادر إعلامية من الصفين الثاني والثالث، فهذه مسؤولية مشتركة مع المؤسسات التعليمية أيضاً، وضعف هذه الكفاءات يعود إلى غياب الاهتمام بالتخصصات الصحفية»، مشيراً إلى أن العديد من الجامعات ألغت تخصصات الصحافة من المنهاج التعليمي، وهذا شكّل عبئاً على اكتشاف وصناعة المواهب.

رؤية إعلامية مشتركة

بدوره أكد الدكتور حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» ضرورة تحديد المطلوب من الإعلام في الجانب الاقتصادي، مشيداً بأهمية الاتفاقية الموقعة بين مجلس دبي للإعلام ووزارة الاقتصاد، نظراً لحاجة السوق الإعلامي في الدولة لإعلاميين يتمتعون بحس واعٍ في التخصص الاقتصادي. مؤكداً وجود رؤية إعلامية مشتركة وموحدة بين جميع المؤسسات، إلى جانب نشرات وملاحق اقتصادية تعبر عن مكانة الدولة اقتصادياً.

المناطق الإعلامية

ورداً على سؤال وجهته مديرة الجلسة إلى مالك آل مالك حول دور المناطق الإعلامية الحرة التي تعمل على تطوير وتعزيز مكانة المدن كمحفزات اقتصادية، ومدى النجاح في تكريس سمعة هذه المناطق لتعزيز جاذبيتنا الاستثمارية عالمياً على مستوى قطاع الإعلام، قال: «إن المناطق الحرة في دبي تشهد أكبر تجمع إعلامي في المنطقة، حيث تجاوزت هذه المناطق وجود أكثر من 3500 مؤسسة إعلامية»، مؤكداً أن القوانين والتشريعات وتحديثها المستمر تصب جميعها في مصلحة نمو قطاع الإعلام الذي ينعكس بدوره على الاقتصاد في الدولة.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kutttuvc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"