عادي

لماذا لم يوقف ظهور أميرة ويلز نظريات المؤامرة؟

15:42 مساء
قراءة 3 دقائق
لماذا لم يوقف ظهور أميرة ويلز نظريات المؤامرة؟
واشنطن - أ ف ب
أثار كشف كايت أميرة ويلز إصابتها بالسرطان، ردود فعل منددة بالتكهنات المثيرة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حول صحتها، خاصة على منشورات ادعى أصحابها أن الأميرة البريطانية توفيت، لكن الخبر لم يوقف موجة نظريات المؤامرة التي لا نهاية لها على ما يبدو.
وحظيت كايت ميدلتون (42 عاماً) بموجة تعاطف عالمي، بعدما كشفت الجمعة، أنها تخضع للعلاج الكيماوي الوقائي، سعياً منها لوضع حد لدوامة ادعاءات لا أساس لها من الصحة جرى التداول بها وسط غيابها عن الحياة العامة لأشهر.
وأدى توزيع قصر كنسينغتون على وسائل الإعلام صورة ملكية تبيّن أنها معدّلة، إضافة إلى ثقافة السرية السائدة في النظام الملكي البريطاني، إلى إثارة الكثير من التكهنات عبر الإنترنت. لكن انتشار نظريات خالية من الأدلة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينها منشورات مملوءة بالرموز التعبيرية على شكل جمجمة، تدّعي أن الأميرة ماتت أو في غيبوبة، يجسد الطبيعة الجديدة لفوضى المعلومات في عصر الذكاء الاصطناعي، والمعلومات المضللة التي شوهت فهم الوقائع لدى الرأي العام.
واتخذت هذه التكهنات منعطفاً خطراً الأسبوع الماضي، عندما طُلب من الشرطة البريطانية التحقيق في محاولة للوصول إلى سجلاتها الطبية السرية.
وكتبت الكاتبة هيلين لويس في مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية: «تعرضت كايت للتخويف فعلياً» على إثر هذه التطورات، لكنّ «البديل - أي سيل الأقاويل ونظريات المؤامرة - كان أسوأ». كما انتقدت «ديلي ميل» البريطانية الحملات على الأميرة، متسائلة: «كيف يشعر كل هؤلاء المتصيدين على الإنترنت الآن؟». لكن يبدو أن أصحاب نظريات المؤامرة لم يقولوا كلمتهم الأخيرة.
- «محتالون» يروجون «للخوف»
وادعى كثيرون على منصتي «إكس» و«تيك توك»، أن رسالة الفيديو التي نشرتها كايت أنشئت بتقنية التزييف العميق المدعومة بالذكاء الاصطناعي. ونشر بعض المستخدمين نسخاً بطيئة من الفيديو لدعم ادعاء لا أساس له بأن المقطع المذكور خضع للتلاعب الرقمي، متسائلين عن سبب عدم تحرك أي شيء في خلفية الفيديو، كالورق الأخضر أو العشب.
وحلل آخرون حركات وجهها، متوقفين أيضاً عند عدم ظهور دملة كانت واضحة في صور سابقة.
وجاء في أحد المنشورات على منصة «إكس»: «عذراً يا أسرة وندسور، وكايت ميدلتون ووسائل الإعلام القديمة، ما زلت لا أصدّق ما تحاولون إقناعنا به».
كما انتشرت معلومات خاطئة بشأن السرطان نفسه، إذ تزعم منشورات كاذبة أن المرض ليس قاتلاً، مشبّهة العلاج الكيماوي بـ«السم». كذلك، كان للناشطين المناهضين للقاحات كالعادة حصة من المناقشات.
ولم يتوان كثر منهم عن ركوب موجة نظريات المؤامرة، متحدثين من دون أي أدلة عن تشخيص إصابة كايت بـ«السرطان السريع»، وهي شائعة جرى دحضها مراراً تتهم لقاحات كوفيد-19 بزيادة خطر الإصابة السريعة بالسرطان.
وقال خبير المعلومات المضللة من جامعة ألبرتا في كندا تيموثي كولفيلد: «لا دليل يدعم كذبة السرطان السريع». وأضاف أن أصحاب نظريات المؤامرة «محتالون قساة يروّجون للخوف والمعلومات المضللة».
- «بذرة الشك» -
ويسلط انتشار النظريات الجامحة هذه الضوء على التدقيق المتزايد بالوقائع المنشورة عبر الإنترنت في ظل تنامي التضليل الإعلامي، وهو منحى متعاظم بسبب عدم ثقة الجمهور بالمؤسسات ووسائل الإعلام التقليدية.
ويقول الباحثون، إن هذا الانعدام في الثقة نفسه أفسد المحادثات عبر الإنترنت حول قضايا جدية، بينها الانتخابات والمناخ والرعاية الصحية. وأوضحت أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة كينت كارين دوغلاس، أن «الناس لا يثقون بما يرونه ويقرؤونه».
وأضافت: «بمجرد زرع بذرة الشك، وفقدان الناس الثقة، تصبح نظريات المؤامرة قادرة على اكتساب المزيد من الاهتمام».
وانتشرت الشائعات المحيطة بكايت منذ انسحابها من الحياة العامة، بعد حضورها قداس عيد الميلاد، وخضوعها لجراحة في البطن قبل شهرين.
وشهد الإنترنت سيلاً من نظريات المؤامرة، بعدما أقرت أميرة ويلز بالتلاعب بصورة عائلية نُشرت لمناسبة عيد الأم في بريطانيا قبل أسبوعين، وهي خطوة دفعت وكالات أنباء عالمية إلى سحبها.
ووقع أصحاب نظريات المؤامرة في حفرة جديدة، عندما نُشر مقطع فيديو في وقت لاحق يُظهر كايت وهي تتجول في السوق مع زوجها، إذ ادعوا من دون أي أدلة أن الأميرة استُبدلت ببديلة عنها. وقالت داناغال يونغ من جامعة ديلاوير: «عندما يتعلق الأمر بمؤسسة قديمة ومبهمة مثل العائلة الملكية، فإن انعدام الثقة العامة يفتح شهية كبيرة على عمليات التقصي».
وحققت الأوسام على وسائل التواصل الاجتماعي حول الأميرة انتشاراً كبيراً، لدرجة أن الكثير من المستخدمين بدؤوا في استخدامها للترويج لمنشورات غير ذات صلة حول مواضيع تحظى باهتمام أقل بكثير. ويرى الباحثون أن ما جعل هذا الجنون أسوأ هو ثقافة السرية الملكية والثغرات في استراتيجية العلاقات العامة للقصر.
وقال دوغلاس: «لكي أكون صادقة، كان من الممكن للقصر أن يقضي على الوضع في مهده قبل ذلك بكثير».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t6fzzsr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"