مبارك الرصاصي
إذا بدأت رحلتك عليك أن تراقب الطريق، وليس من الصعب أن تمضي قدماً في ما بدأت، وليس الأصعب إكمال الطريق وإنهاءه، لكن الأصعب هو أن تكتشف أنك كنت تسير في الطريق الخطأ، ولم تلتفت إلى ما قد يؤثر ويعطل اتجاهك، حتى وإن كنت على الطريق الصحيح فسوف يتجاوزك الجميع، إذا توقفت مكانك ولم تتقدم، ولم تلق بالاً إلى الملامح والمعالم التي قد تؤخر مسيرك، الذي يتطلب منك قراءة وتقييم الأحداث، والاستعداد للمرحلة المقبلة حتى لا تكون في صفوف الخاسرين.
بثلاثة أهداف دون رد تمكن منتخبنا الأبيض من حسم تأهله مبكراً بالعلامة الكاملة عن المجموعة الثامنة والمحافظة على صدارتها، بعد الفوز على اليمن في مباراة الإياب، وتعزيز نتائجه الإيجابية، ليصبح على مشارف الأدوار المتقدمة، ضمن منافسات التصفيات المزدوجة لتصفيات آسيا المشتركة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، وقد أبان منتخبنا عن وجه مغاير وصورة مختلفة ومستوى أفضل، في التركيز والجدية والرغبة عند اللاعبين عن مبارياته السابقة التي أثارت القلق وخيبة أمل وعدم رضا عند المتابعين والمراقبين، رغم الفوارق والإمكانات التي يمتلكها، ومستوى غير مستقر لم يرتق للتوقعات، ولا يعكس حجم عمل الفترة الزمنية للإدارة الفنية.
ملامح واضحة رسمت معالم التأهل لخارطة الطريق والدرب الذي نسلكه، والتي تشكله إشارات ومؤشرات طريق التصفيات المونديالية. اختبار حقيقي وانعطافة مهمة يتطلع لها كل عشاق المنتخب لتجاوز هذا المنعرج، على أمل الاستفادة القصوى والمثلى للأدوار المرتقبة لمرحلة مقبلة أصعب أمام خصوم متمرسين وجودة فنية عالية، ومن صعوبات نأمل في اجتيازها وتحقيق الأماني، وتلبية متطلبات الجماهير، التي تحتاج إلى كل عزم وإرادة ومثابرة وعدم استسلام.
نحن على يقين أننا أمام بداية جيل جديد ونهاية جيل، صنع لنا من الذكريات الجميلة والممتعة، وندرك أن العمل الجاد يحتاج إلى وقت، ولكن هذا لا يمنع من التفكير العميق الجيد للمستقبل، للوصول للمستوى المأمول، الذي يستدعي منا إعادة الترتيب والتنسيق والاستعداد للقادم، وإنتاج فكرة وهوية مميزة تتناسب وتتلاءم، وفق منظور وأدوات قادرة على التعاطي الأمثل، لإعادة الصورة المبهره للفريق، وحتى لا تفوت علينا الفرصة، وأن نكون في قاعة المحطة بدل أن نكون في داخل القطار المغادر.
