عادي

تعرف إلى علم نفس الإنترنت

21:22 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

يدور كتاب «سيكولوجية وسائل التواصل الاجتماعي» للكاتب سياران ماهون، ترجمة عمر فتحي، حول محاولة شرح: كيف أصبحت حياتنا اليومية وثقافتنا الحديثة مشبعة بهذه المنصات الشهيرة؟ ويحاول الكتاب الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف نعبر عن هوياتنا في الملفات الشخصية لوسائل التواصل الاجتماعي؟، لماذا يبدو كونك «حقيقياً» على وسائل التواصل الاجتماعي بمثابة عمل شاق، لماذا يجد بعض الناس أن دخول أحدهم لحساب المرء خلسة والنشر عليه أو العبث به هو أمر مضحك، بينما لا يجده البعض الآخر كذلك؟ هل لا يزال بإمكاننا أن نكون بطبيعتنا في بيئات مجهولة؟. الكتاب يتعمق في هذه الأسئلة ليؤسس ما يبدو أنه علم نفس الإنترنت.

يواصل الكتاب أسئلته: هل يمكننا الاستفادة من التواصل مع الأشخاص الذين بالكاد نعرفهم؟ ما المنصات الأفضل لتكوين صداقات عميقة؟، لماذا نقول أشياء في منشوراتنا قد لا نقولها في العالم الحقيقي؟، لماذا يبدو أننا نفهم مشكلات الخصوصية لكننا نستمر في وضع الكثير من المعلومات الشخصية في منشوراتنا؟، ما الفائدة من مشاركة الصور التي تختفي بمرور الوقت؟ ما معنى أن يستغرق شخص ما وقتاً طويلاً للرد على رسالة خاصة؟، لماذا يفضل البعض تطبيقات المحادثات بدلاً من وسائل التواصل الاجتماعي؟.

يشير الكتاب إلى أن أحد الأشياء المشتركة بين علم النفس ووسائل التواصل الاجتماعي هو أن الكثير من الناس لديهم آراء حولهما، فكل شخص لديه تجربة شخصية في علم النفس وجميعنا نتكهن بالسلوك البشري الذي نلاحظه، وينطبق الشيء نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي، فأي شخص يستخدمها لديه نظرية حول ما يراه ويمر به، وربما يكون لديك بالفعل بعض الإجابات على الأسئلة السابقة، إن وسائل التواصل الاجتماعي هي ظاهرة كبيرة، بحيث لا يمكن إصدار حكم مبسط عليها من قبيل إعجاب أو عدم إعجاب، ومن ثم فإن هذا الكتاب سوف يقاوم تصوراتك المسبقة ويجذبك إلى تعقيدات، دراسة هذه الموضوعات.

يوضح الكتاب أن أحد المفاهيم الخاطئة هو رؤية أن وسائل التواصل الاجتماعي تماثل «الشبكات الاجتماعية» في الواقع أن هذا المفهوم الأخير كان موجوداً قبل ظهور الإنترنت، وهو يشير إلى مجموعة من الأشخاص الذين يعرفون بعضهم بعضاً، أو يرتبطون ببعضهم بعضاً بطريقة ما، لدينا جميعا شبكاتنا الاجتماعية الخاصة (أصدقاؤنا وعائلاتنا وزملاؤنا) وهي تتداخل وتتفاعل مع الشبكات الاجتماعية لأشخاص آخرين، التكنولوجيا ليست من متطلبات الشبكة الاجتماعية، فحتى الحيوانات والنباتات لديها شبكات اجتماعية أيضاً.

لقد استخدم هذا المصطلح في العلوم الاجتماعية لسنوات عديدة، وخلال هذه الفترة أصبح الإنترنت متاحاً للعامة في الولايات المتحدة، ثم أصبح متاحاً في بقية أنحاء العالم ومع نهاية الألفية حدثت ثورة الويب في المحتوى الذي ينشئه المستخدمون مما يعني أن مواقع الويب أصبحت أكثر تفاعلية وسهولة في الاستخدام وظهرت خدمات بدأت تشبه ما نراه اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي، وظل الخلط قائماً بين المفهوم السوسيولوجي والخدمة التكنولوجية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ecb62ds

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"