عادي

منصة للحفاظ على صوت «روميكا» المهدد بالانقراض

16:20 مساء
قراءة دقيقتين
الباحثة مع ثلاث نساء يتحدثن لغة «روميكا»

إعداد: مصطفى الزعبي

تهدف منصة جديدة لجمع البيانات إلى الحفاظ على تسجيل صوت «روميكا»، وهي مجموعة مفردات متنوعة من اللغة اليونانية المهددة بالانقراض منذ آلاف السنين، ويعتبر الخبراء أنها منجم لغوي، وجسر إلى العالم القديم.

وتسهم المبادرة التي تقودها البروفيسورة إيوانا سيتاريدو، من جامعة كامبريدج، إلى لفت الانتباه العالمي للوضع الحرج للعديد من لغات الشعوب الأصلية، وتعبئة أصحاب المصلحة والموارد، ومن أجل الحفاظ عليها وإحيائها وتعزيزها.

ويُعتقد بأن «روميكا» لم يتبق بها سوى بضعة آلاف من المتحدثين الأصليين في منطقة طرابزون التركية، لكن من الصعب حساب العدد الدقيق، خصوصاً بسبب وجود عدد كبير من المتحدثين بالتراث في الشتات والتحول اللغوي المستمر إلى اللغة التركية.

ولا يوجد لدى «روميكا» نظام كتابة وتم نقله شفهياً فقط، والتواصل المكثف مع اللغة التركية، وغياب آليات الدعم لتسهيل انتقال العدوى بين الأجيال، والوصم الاجتماعي والثقافي، والهجرة، كلها أمور أثرت سلباً في روميكا، وتزيد أعمار نسبة عالية من المتحدثين الأصليين في طرابزون على 65 عاماً ويتعلم عدد أقل من الشباب اللغة.

وتدعو منصة «روميكا» أفراد الجمهور من أي مكان في العالم إلى تحميل التسجيلات الصوتية للغة التي يتم التحدث بها.

وإن التعهيد الجماعي للكلام هو منصة جديدة تساعد المتحدثين على بناء مستودع للبيانات المنطوقة للغاتهم المهددة بالانقراض مع السماح للباحثين بتوثيقها، لكنها أيضاً تحفز المتحدثين على تقدير تراثهم اللغوي. وفي الوقت نفسه، من خلال إنشاء نصب تذكاري دائم للغات.

وقال البروفيسور سيتاريدو، الذي يدرس روميكا منذ 16 عاماً: «لغتهم، يمكن أن تساعد المتحدثين على الاعتراف بهويتهم من أشخاص خارج مجتمع الكلام الخاص بهم».

وتم تصميم المنصة من قبل أحد طلاب جامعة هارفارد في علوم الكمبيوتر، ماثيو نزاري، وهو نفسه متحدث تراثي باللغة الآرامية، ويأملون معاً أن تمهد الطريق أيضاً لإنتاج المواد اللغوية في بيئة تعليمية طبيعية بعيداً عن الفصول الدراسية، لكنها تعتمد بدلاً من ذلك على الاستخدام اليومي والشفهية والمجتمع.

وعلى مدار ال150 عاماً الماضية، جمع أربعة باحثين ميدانيين بيانات عن روميكا في طرابزون، ومن خلال التعامل مع المجتمعات المحلية، خصوصاً المتحدثات الإناث، جمع سيتاريدو أكبر مجموعة من البيانات الصوتية والمرئية الموجودة أحادية اللغة والتي تصل إلى أكثر من 29 جيجابايت من البيانات ذات المصادر الأخلاقية، وقام بتأليف 21 منشوراً تمت مراجعته من قبل النظراء، وحصل فيلم على موقع يوتيوب حول العمل الميداني لسيتاريدو على 723000 مشاهدة حتى الآن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yytskk8c

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"