عادي
مع بدء موسم الأرباح

تقييمات «وول ستريت» المرتفعة في دائرة الضوء مجدداً

15:23 مساء
قراءة 4 دقائق
تقييمات «وول ستريت» المرتفعة في دائرة الضوء مجدداً
إعداد: هشام مدخنة

يُنظر إلى سوق الأسهم الأمريكية على أنها الأغلى منذ حوالي عامين، ومن الممكن أن يتم اختبار تقييمها مجدداً مع بدء الشركات الإفصاح عن أرباحها خلال الأسابيع المقبلة.

وارتفع مؤشر «إس آند بي» بأكثر من 9% منذ بداية العام حتى الآن، بعد أقوى أداء له في الربع الأول منذ عام 2019. ولكن الطريق قد لا يكون ممهداً أمام الأسهم لمواصلة الصعود بهذه الوتيرة المذهلة، ما يزيد الضغط على الأعمال لتحقيق نتائج قوية في المستقبل القريب.

ويتم تداول المؤشر القياسي عند 20.7 ضعف أرباحه المقدرة للأشهر الـ 12 المقبلة، وبالقرب من أعلى مستوى مسجل له منذ أكثر من عامين، 21.2، وذلك وفقاً لبيانات «أل أس إي جي». وقد يؤدي نمو الأرباح غير الملحوظ إلى إعطاء المستثمرين أسباباً أقل للاحتفاظ بالأسهم، رغم ارتفاعها بعد تقرير وظائف آخر أقوى من المتوقع، حيث تعمل العائدات المرتفعة على سندات الخزانة على تعزيز جاذبية السندات.

  • أداء الشركات

وسيراقب المستثمرون أيضاً آراء الشركات بشأن الاقتصاد والتضخم، لقياس ما إذا كانت البيئة المعتدلة للنمو المرن وأسعار المستهلك المنخفضة يمكن أن تستمر. في الوقت الذي أدت فيه علامات التضخم «العنيد» إلى تراجع التوقعات في الأسابيع الأخيرة حول مدى عمق خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام.

وقال يونغ يو ما، كبير مسؤولي الاستثمار في «BMO Wealth»: «إذا أردنا الاستمرار في تحقيق مكاسب كبيرة في سوق الأسهم، فلا يتعين علينا أن نلبي فقط ما تشير إليه تقديرات الأرباح، بل نسعى لتجاوزها».

ومن بين الشركات التي من المقرر أن تفصح عن أعمالها للربع الأول الأسبوع المقبل «دلتا إيرلاينز» و«بلاك روك» و«جيه بي مورغان تشيس» و«ويلزفارغو». بالإضافة إلى صدور بعض بيانات شهر مارس/آذار في الولايات المتحدة، وعلى رأسها مؤشر أسعار المستهلكين، المتوقعة الأربعاء 10 إبريل، والمنتجين كذلك في اليوم المقبل.

  • تأثير الكبار

في جانب متصل، يتوقع المحللون أن يشهد موسم أرباح الربع الأول نمواً 5%، بحسب بيانات «أل أس إي جي». وستكون هذه النسبة الأدنى منذ الفصل الثاني من عام 2023، مقابل ارتفاع 10.1% في أرباح الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي. كما يتوقعون أيضاً أن تتقلص الهوامش بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع تكاليف السلع الأساسية، وانخفاض قوة التسعير للشركات بسبب تباطؤ التضخم.

ويمكن أن تكون نتائج الشركات العملاقة مثل «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«ميتا» أساسية لمعنويات المستثمرين، بعد التباين في أداء سعر سهم ما يسمى بأسهم «السبعة الكبار» التي قادت الارتفاع الصاروخي للأسواق قبل عام.

فعلى سبيل المثال، بينما حلّقت أسهم صانعة الرقائق «إنفيديا» بنسبة 78% في 2024، انخفضت أسهم «تيسلا» بأكثر من 30% بسبب مخاوف الطلب وهوامش الربح. وأفادت «رويترز»، الجمعة، بأن شركة صناعة السيارات الكهربائية ألغت طرح السيارة رخيصة الثمن التي وعدت بها منذ فترة طويلة والتي كان المستثمرون يعتمدون عليها لدفع نمو الشركة في قطاع بات مزدحماً.

وبهذا الصدد، قال براينت فان كرونخيت، مدير المحفظة في شركة أولسبرينج للاستثمارات العالمية: «تحتاج هذه الشركات الآن إلى تبرير هذه التقييمات المرتفعة، والسوق يترقب حديث كل شركة عن محركات الطلب لديها، ورؤيتهم للمستقبل».

  • دليل قوة الاقتصاد

في الوقت نفسه، يناظر المستثمرون أي دلائل على استمرار قوة الاقتصاد الأمريكي، الذي يتدفق من خلال ارتفاع الإيرادات والأرباح للقطاعات الصناعية والطاقة وغيرها من القطاعات المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنمو. وقد كان أداء أسهم هذه الشركات جيداً إلى حد كبير هذا العام، وساهم في ارتفاع امتد إلى ما هو أبعد من أسماء التكنولوجيا والنمو.

ولفت جوستين مين، رئيس الأسهم الأمريكية لدى شركة «هاربور كابيتال أدفايزرز»، إلى أنه إذا بدأ الاقتصاد الأمريكي في الارتداد من هنا، فعلينا التعرض أكثر للصناعات ذات الأسواق النهائية للاقتصاد الحقيقي.

وكما هي الحال دائماً، سوف يشغل بنك الاحتياطي الفيدرالي حيزاً كبيراً في أذهان المستثمرين. ويمكن اعتبار موسم الأرباح القوي، إن حصل، وتوقعات ضغوط الأسعار المتزايدة من الشركات، دليلاً إضافياً على أن الاقتصاد قوي جداً بحيث لا يستطيع البنك خفض أسعار الفائدة دون المخاطرة بحدوث انتعاش تضخمي.

وقد دعمت أرقام التوظيف الأمريكية لشهر مارس هذه الرواية. إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 303000 وظيفة الشهر الماضي، وهو أعلى بكثير من التوقعات. كما تظهر أسواق العقود الآجلة توقعات بأن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة بنحو 70 نقطة أساس هذا العام، مقارنة بـ 150 نقطة أساس كان قد أخذها في الاعتبار في يناير.

في المقابل، يمكن أن تشير الأرباح الأضعف، وهو أمر وارد، إلى تصدعات في جسم الاقتصاد القوي. ورغم سوئها، إلا أن هذه الأخبار يمكن أن تكون في الواقع جيدة للسوق، لأنها بمثابة مبررات لتخفيف المركزي سياسته النقدية أكثر، وبالتالي خفض أسعار الفائدة الفيدرالية الذي يأمله الجميع.


أهم الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع: (بتوقيت شرق الولايات المتحدة)

  • الاثنين
    • 13:00 مقابلة إذاعية مع رئيس الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي
    • نتائج الشركات: «أفيد بيوسيرفسيز»
  • الثلاثاء
    • 6:00 مؤشر تفاؤل الأعمال الصغيرة من NFIB
    • نتائج الشركات: «كوغنايت سوفت وير»، و«سمارت غلوبال»، و«نيوجين»
  • الأربعاء
    • 8:30 مؤشر أسعار المستهلك
    • 8:45 حديث عضو مجلس محافظي الفيدرالي ميشيل بومان
    • 10:00 مخزونات الجملة لشهر مارس
    • 14:00 محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
    • 14:00 الميزانية الفيدرالية الشهرية
    • نتائج الشركات: «دلتا إيرلاينز»، و«أرغان»، و«غولدمايننغ»
  • الخميس
    • 8:30 مطالبات البطالة الأولية
    • 8:30 مؤشر أسعار المنتجين
    • نتائج الشركات: «كونستلايشن براندز»، و«فاستينال»، و«كارماكس»، و«نيوريكس ثيرابيوتكس»
  • الجمعة
    • 8:30 مؤشر أسعار الواردات
    • 10:00 مؤشر درجة تفاؤل وثقة المستهلك
    • نتائج الشركات: «جيه بي مورغان تشيس»، و«ويلزفارغو»، و«بلاك روك»، «سيتي غروب»، و«ستايت ستريت»
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc5epzp9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"