حليف جديد لبوتين

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

أضيف حليف أوروبي جديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بفوز بيتر بليغريني برئاسة سلوفاكيا بنسبة 53.12 في المئة من الأصوات مقابل 46.87 في المئة لخصمه وزير الخارجية السابق إيغور كورشوك المرشح المؤيد لأوروبا وأوكرانيا. وبذلك تلقت الدول الأوروبية والولايات المتحدة وأوكرانيا معاً ضربة سياسية جديدة في جهودها المستميتة لتوفير الدعم السياسي والعسكري والمالي لأوكرانيا لتمكينها من مواصلة القتال ضد القوات الروسية والحؤول دون هزيمتها.

فوز بليغريني بالرئاسة، الذي شغل في السابق منصب رئيس البرلمان، وهو زعيم حزب «هلاس إس دي» (الاتجاه - الاجتماعي الديمقراطي)، الذي يشارك في حكومة رئيس الوزراء روبرت فيكو، يمثل تحولاً جديداً في الموقف الأوروبي، ويشكل مع فيكو ورئيس المجر فكتور أوربان ورئيس صربيا الكسندر فوتشيتش عقبة كأداء في طريق مخططات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتقديم الدعم الذي تطلبه كييف، خصوصاً أن المجر كانت استخدمت «الفيتو» في ديسمبر/ كانون الأول الماضي لإحباط حزمة دعم لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، واشترط الرئيس المجري يومها الإفراج عن كل الأموال المخصصة لبلاده.

ورغم أن صلاحيات الرئيس السلوفاكي محدودة، إلا أنه يصادق على المعاهدات الدولية، ويعين القضاة الرئيسيين، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويمكنه أيضاً الاعتراض على القوانين التي يقرها البرلمان.

الرئيس الجديد يتولى منصبه في 16 يونيو/ حزيران المقبل ويخلف الرئيسة الليبرالية زوزانا كابوتوفا، وهو يتقن إضافة إلى السلوفاكية، الروسية والألمانية والإنجليزية.

فور انتخابه حدد بليغريني برنامجه السياسي بوضوح، معلناً أنه يقف إلى جانب السلام لا مع الحرب.. «فلينتقدني من يريد وكيفما يريد». أضاف «سأدافع دائماً عن مصالح سلوفاكيا»، مؤكداً أنه لن يسمح بإرسال جيش بلاده إلى أوكرانيا، وقال «إن المزيد من تسليح أوكرانيا لا يؤدي إلى أي نتائج سوى قتل المزيد من الناس»، كما أعرب عن قلقه من أن ضخ الأسلحة إلى كييف «قد يؤدي في نهاية المطاف إلى كارثة»، واقترح أن الحل الأفضل هو بدء مفاوضات السلام في أقرب وقت ممكن.

يذكر أن سلوفاكيا كانت أعلنت أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في أعقاب فوز حزب رئيس الوزراء روبرت فيكو بالانتخابات التشريعية، قطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا، لكنها قررت تقديم المساعدات الإنسانية، وقال فيكو «نعتبر أن المساعدات هي مجرد مساعدات إنسانية ومدنية، ولن نزودها بالأسلحة بعد الآن».

مع انتخاب حليف جديد لروسيا، خسرت أوكرانيا داعماً مهماً، خصوصاً عبر الطائرة المقاتلة «ميغ 29» ذات التصميم السوفييتي، وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة، وإصلاح الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأوكرانيون. وقد بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها سلوفاكيا حتى يوليو/ تموز الماضي إلى أوكرانيا 750 مليون دولار، وتعتبر من أكبر الدول الداعمة لها بعد النرويج ودول البلطيق والدنمارك وبولندا.

أوروبا منقسمة سياسياً وتعاني اقتصادياً جراء الحرب الأوكرانية، وتداعيات ذلك تنعكس على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية من خلال أزمات وتظاهرات وارتفاع التضخم. وبدلاً من العمل على وقف الحرب يتم تسعيرها، لذلك هناك تحولات داخل القارة الأوروبية للخروج من أزماتها، وهذا التحول يبدو واضحاً في التوجه نحو التغيير باتجاه الشعبوية والتطرف من خلال صناديق الاقتراع، على حساب المؤسسات السياسية التي شاخت ولم تعد تلبي مطالب الناس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7njbz6zk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"