غداً تشرق

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

هي أمطار خير ورحمة بلا شك، أكرمنا بها المولى عز وجل لترفد سدودنا وتسد احتياجاتنا، والمطر من نعم الله تعالى على عباده، يحيي به الأرض والعباد، فلا يستغني عنه إنسان أو حيوان أو نبات، حتى البحر والنهر يحتاجان إليه، فلا حياة من دونه، ومجيئه دائماً رحمة وفقده نقمة. ويقول سبحانه وتعالى: «هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ» (النحل: 10)

وما هطل علينا خلال الأيام الماضية، ما هي إلا أمطار رحمة وصيّب نافع بإذن الله، برغم ما حدث من أضرار وتعطل لبعض مظاهر الحياة، وتعديل في برامج العمل والدوام في كافة مؤسسات الدولة من الحضور إلى نظام العمل عن بُعد كان له أسبابه التي شاهدها الناس بأعينهم.

فكمية المطر التي هطلت على دولتنا خلال 24 ساعة لم يسبق لها مثيل منذ أكثر من 75 عاماً، وهي الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في عام 1949، وفقاً للمركز الوطني للأرصاد، ووصلت أعلى كمية هطول في «خطم الشكلة» بالعين، 255 ملم في أقل من 24 ساعة، وكان يصعب التعامل معها حتى في معظم دول العالم، ولو وقعت العاصفة على أوروبا أو أمريكا لكان الضرر أكبر.

كل هذا شاهده الناس، ورصدوه بأعينهم، وسعدوا بالخير الذي هطل عليهم من السماء، وكانت دولتنا بكوادرها كافة على قدر المسؤولية، والحدث الخيّر، فرصدته قبل وقوعه بأيام وأبلغت الناس، وعطلت المدارس والجامعات، وطلبت من جميع موظفي الدولة الاتحادية والحكومات المحلية الدوام عن بُعد، ووفرت كل إمكاناتها للتعامل مع الحالة بالقدر الممكن، فانتشرت الآليات، وفرق الإنقاذ من جميع أجهزة الدولة، سواء للإسعاف أو المساعدة أو سحب ما أمكن من كميات المياه.

لم تترك أجهزة الدولة حالة إلا استجابت لها، وما بقي من أضرار مادية لحقت بالبيوت والمركبات ومرافق عامة من طرقات وجسور وأنفاق، يمكن التعامل معه ومعالجته، ولم تترك دولتنا أبناءها والمقيمين فيها يوماً دون تلبية النداء وسد الحاجة، وحتى التعويض.

مجلس الوزراء، كان يرصد الحالة من مؤشراتها الأولى، والجهات المعنية نبهت الجميع، وفرق الطوارئ طلبت من الناس عدم مغادرة منازلهم، وحتى الصلاة نودي عليها لتؤدَّى من البيوت، وبقيت المطارات تعمل بالقدر المستطاع، وما واجهته من تأخير في رحلات أو إلغاء كان سببه عدم قدرة الموظفين على الوصول إلى المطار.

مطرنا خير، وهو رحمة من رب الرحمة، وجهود أبنائنا المخلصين الذين واصلوا الليل بالنهار بالعمل والمساعدة والإنقاذ مقدرة ومشكورة، وما يستغله المتربصون والحاقدون بدولتنا ليبثوا سمومهم تجاهها ما هو إلا كزبد البحر، فدولتنا تتربع على عروش المراكز الأولى ببنيتها التحيتة ومؤشرات التنافسية العالمية، وغداً تجف الطرقات وتعود بلادنا مشرقة كما هي دوماً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bfuvcwe

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"