عادي
الإمارات تأسف لفشل مجلس الأمن وتؤكد التزامها بصون حقوق الشعب الشقيق

تنديد واسع بالفيتو الأمريكي ضد العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة

00:35 صباحا
قراءة 4 دقائق
2
فريق «الفارس الشهم 3» خلال توزيع المساعدات في خان يونس
نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة يصوت ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة (أ ف ب)
أطفال يصطفون للحصول على الطعام في رفح (أ ف ب)

أبدت دول عربية وأجنبية، أمس الجمعة، أسفها واستياءها لاستخدام الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لنقض مشروع قرار يطالب بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة تقدمت به الجزائر. وأعربت دولة الإمارات عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار الخاص بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وأكّدت أنّ منح فلسطين العضوية الكاملة خطوة مهمة لتعزيز جهود السلام في المنطقة.

وأوضح خليفة شاهين المرر، وزير دولة، في تصريح أمس، أنّ دولة الإمارات ثابتة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة القاضية بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال: إنّ دولة الإمارات طالبت دوماً المجتمع الدولي بتعزيز كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لخروج المنطقة من دائرة التوتر والعنف وحالة عدم الاستقرار.

كما شدد المرر، على موقف دولة الإمارات بشأن ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد حل الدولتين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال دعم الوصول إلى حل عادل ودائم وشامل يحقق الأمن والاستقرار والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي والمنطقة بأكملها.

واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي قدمته الجزائر إلى مجلس الأمن الدولي، يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. وصوت لصالح القرار 12 عضواً من أعضاء المجلس الخمسة عشر، وعارضته الولايات المتحدة، فيما امتنعت كل من المملكة المتحدة وسويسرا عن التصويت. وقال ممثل الجزائر في المجلس السفير عمار بن جامع، في مداخلة قبيل عملية التصويت: إنّ قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين خطوة حاسمة نحو تصحيح ظلم طال أمده، وسيمثل إشارة واضحة إلى وقوف المجتمع الدولي بجانب الشعب الفلسطيني. ودعا إلى معالجة الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني وإلى إعادة توازن ميزان العدالة. وفيما رأت السلطة الفلسطينية أنّ الفيتو الأمريكي «عدواناً صارخاً» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية»، اعتبرت السعودية أنّ فشل مجلس الأمن الدولي في اعتماد مشروع القرار «لا يقرب من السلام». وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان: إنّ إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرّب من السلام المنشود. وجددت الخارجية السعودية، مطالبة المملكة باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيّين في قطاع غزة، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967.

ودعت الكويت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والتاريخية من أجل تحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وإلى بذل أقصى الجهود لحماية الشعب الفلسطيني والمحافظة على مقدراته ومكتسباته وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة.. وأكّدت دولة قطر أنّ فشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع القرار يكشف مرة بعد أخرى عجزه عن الاضطلاع بمسؤولياته ودوره في إطار حفظ السلم والأمن الدوليين، بينما طالبت سلطنة عمان جميع أعضاء مجلس الأمن بإعارة القضية الفلسطينية الاهتمام الكامل والعادل، وإلى تطبيق المعايير المُنصفة على الجميع دون استثناء.

وأعربت مصر بقولها: إنّ عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الفيتو الأمريكي يأتي في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق يحتم على الدول تحمل مسؤوليتها التاريخية باتخاذ موقف داعم للحقوق الفلسطينية وخلق أفق سياسي حقيقي لإعادة إطلاق عملية السلام بهدف التسوية النهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين. وأكّدت الخارجية الأردنية، أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبول عضويتها في الأمم المتحدة حق ثابت للشعب الفلسطيني، ومسؤولية قانونية وأخلاقية على مجلس الأمن.

وفيما زعم نائب السفير الأمريكي روبرت وود أنّ «هذا التصويت لا يعكس معارضةً للدولة الفلسطينيّة، بل هو اعتراف بأنّه لا يُمكن لها أن تنشأ إلّا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين» المعنيّيْن، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور: إنّ هذا رفض مجلس الأمن «لن يكسر إرادتنا ولن يوقف إصرارنا. لن نوقف جهودنا. دولة فلسطين حتمية، إنّها حقيقية». وأضاف في خطاب مؤثر «لا تنسوا أنّه عندما تُرفَع هذه الجلسة، سيظل أبرياء في فلسطين يدفعون بحياتهم وحياة أبنائهم ثمن الإجراءات الإسرائيلية (...)، ثمن تأخير العدالة والحرية والسلام».

وقال السفير الصيني فو كونغ «اليوم يوم حزين»، مبدياً «خيبة أمله» من الفيتو الأمريكي، ومضيفاً «لقد تحطم حلم الشعب الفلسطيني»، بينما صرح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بأنّ واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه الفلسطينيين بعد تصويتها في مجلس الأمن الدولي ضد قبول بلادهم في عضوية الأمم المتحدة. وقال نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن:«باستخدام حق النقض للمرة الخامسة منذ بداية تفاقم الوضع في غزة، أظهروا مرة أخرى موقفهم الحقيقي تجاه الفلسطينيين». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2xt8u7rr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"