كيف أصبح سقوط خاركيف مرهوناً بوصول السلاح الأمريكي؟

«الخليج» - وكالات

مع تقهقر القوات الأوكرانية في عدة مناطق على الجبهة، وتساقط عدد كبير من القرى أمام القوات الروسية المتقدمة في كل الجبهات، بات سقوط خاركيف ثاني أكبر مدينة أوكرانية حتمياً، في ظل انقطاع المدد الغربي لدفاعاتها، وأصبح ذلك السقوط، من عدمه، مرهوناً بالوصول السريع للمساعدات العسكرية الأمريكية التي أقرها الكونغرس الأمريكي، لاسيما وأن روسيا بدأت بالفعل التجهيز للسيطرة على المدينة.

وأكد معهد دراسة الحرب بالولايات المتحدة، في تحليل له قوله، إن سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها الجيش الروسي على خاركيف تعد عملية جوية وإعلامية منسقة لتدمير ثاني أكبر مدينة في البلاد.

ومؤخراً، ضرب صاروخ روسي، الاثنين، برج التلفزيون الذي يبلغ ارتفاعه 250 متراً في خاركيف، ما أدى إلى كسره إلى نصفين تقريباً، ووقف البث.

وذكر في تحليله، أن روسيا تشن حملة تهدف إلى إقناع الأوكرانيين بالفرار قبل الهجوم الذي يُعتقد أن روسيا ستبدأه في شهر يونيو/ حزيران، تقريباً.

وأوضح أن تكثيف روسيا ضرباتها وعملياتها المعلوماتية ضد الأوكرانيين في مدينة خاركيف، يهدف لاستغلال الضعف الذي تعانيه الدفاعات الجوية الأوكرانية، قبل وصول المساعدات العسكرية المتوقعة إلى مناطق الخطوط الأمامية.

وأضاف أن روسيا تعمل على زيادة هجماتها ومحاولة إخضاع خاركيف قبل وصول المساعدات الغربية لأوكرانيا، عبر ضربات جوية وصاروخية وبطائرات مسيرة، بهدف الدفع من أجل نزوح داخلي واسع النطاق للمدنيين الأوكرانيين.

وفي وقت أقرّ فيه الكونغرس مشروع قانون المساعدات الخارجية الذي من شأنه أن يزود أوكرانيا بمبلغ 61 مليار دولار، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «يجب إلحاق أقصى قدر من الضرر بكل ما تعتمد عليه روسيا في الإرهاب والتدخل العسكري في الوقت المناسب».

• الاستيلاء على أسلحة غربية

وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع الروسية، باستيلاء العسكريين الروس من اللواء 155 من مشاة البحرية التابعة لأسطول المحيط الهادئ التابع لمجموعة قوات «فوستوك» (الشرق)، على كمية كبيرة من الأسلحة الغربية الصنع، أثناء السيطرة على منطقة نوفوميخيلوفكا في دونيتسك.

وذكرت الوزارة أن مشاة البحرية تمكنوا أيضاً من الاستيلاء على أنظمة «جافلين» الأمريكية المضادة للدبابات، وقاذفات القنابل السويدية، والذخائر الخاصة بها، وأنظمة الحرب الإلكترونية الأمريكية، وأنظمة الحرب الإلكترونية التابعة لحلف شمال الأطلسي.

وكانت وزارة الدفاع الروسية نشرت في وقت سابق، الثلاثاء، مشاهد توثق نقل دبابة ألمانية من طراز «ليوبارد» سيطرت عليها القوات الروسية على محور أفدييفكا، وتم تسليمها إلى وحدة الإصلاح التابعة لمجموعة القوات المركزية ليتم فيما بعد اتخاذ قرار بشأنها.

إلى ذلك، أكد ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق، سكوت ريتر، أن توريد صواريخ «أتاكامز» بعيدة المدى لن يغير موقف القوات الأوكرانية، لأن الجيش الروسي يتمتع بميزة عددية، ولديه القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة.