الشارقة .. أمن غذائي مستدام

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

عام 2022 أطلق صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مزرعة القمح في منطقة مليحة.. وكانت إنجازاً حضارياً بكل المعاني، لأن هذه المادة الغذائية الأساسية حاجة يومية للجميع، ولا يمكن الاستغناء عنها.. وكثير من الدول تستوردها، من بلدان تزرعها وتنتجها وتصنّعها بأشكالها المختلفة.. ومنها الإمارات، ووصلت كميات الاستيراد إلى 1.7 مليون طن متري عام 2022، نصيب إمارة الشارقة منها 330 ألف طن ما يعني بمنتهى الوضوح أن أموالاً طائلة تصرف عليها.

وجاء إطلاق المزرعة التجريبية التي تضم 550 سلالة من القمح الطري غير المعدل وراثياً، على مراحل، كانت مساحة الأولى 400 هكتار ثم تتتالى المراحل بحيث تصل عام 2024 إلى 880 هكتاراً، وتكتمل الثالثة عام 2025 لتصل إلى 1400 هكتار، ما يعني أن الاستيراد ستقلّ كميته، ومن ثمّ توفير الكثير من المال.

ولأن صاحب السموّ حاكم الشارقة لا ترتاح نفسه إلّا إذا كان مطمئنّاً على أبنائه في إمارة الشارقة، فقد أكمل هذا المشروع الأساسي الحيوي، يوم أمس، بافتتاح المرحلة الأولى لمزرعة مليحة للألبان، ما يعني بكل فخر وامتنان أن أبناء الشارقة تكاد تكتمل مصادر غذائهم الأساسية، بتكامل المشروعات الإنتاجية لتوفير الغذاء الصحي، وتتضمن: إنتاج الخضراوات، ومزرعة القمح، والألبان، ومزرعة الدواجن المزمع افتتاحها قريباً.

موازنة المشروع تبلغ 600 مليون درهم، وهي ميزانية كبيرة، واليوم هو البداية، والأعمال جارية لتكملة المشروع.

«المشروع فيه عناية كاملة من جميع النواحي، حيث تتم رعاية الأبقار من حيث الصحة والبيئة والغذاء والنمو الطبيعي، ليكون الحليب غذاءً صحياً مكتملاً. وخلال ثلاث سنوات سيكون أكبر مشروع إنتاجي للحليب العضوي الطبيعي النظيف»، هذا ما أكده سموّه لدى افتتاحه المشروع..

الدواجن ستكون من سلالة بطيئة النمو، تعتمد على التربية الحرة والزراعة العضوية، ومنتجاتها من لحوم الدواجن والبيض ستكون منتجات طبيعية لأنها ستُغذّى غذاءً طبيعياً، فضلاً عن استخدام الأدوية الشعبية الطبيعية لعلاج الدواجن في حالة المرض.

وكذلك هذه المشروعات الحيوية الأساسية، تتكامل مع التعليم المتخصص لدعمها بالكوادر المؤهلة علمياً، المتمثل في إنشاء جامعة الذيد، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، ما يحقق استقرار المجتمع وتحقيق أهدافه في تربية الأبناء والبنات التربية الصحيحة.

هذه هي إمارة الشارقة التي يعمل صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بكل ما أوتي من عزم وإصرار، على أن يكون أبناؤه جميعاً فيها آمنين مطمئنّي البال، مرتاحي النفوس، مكتفي الحاجات، بضمان تحقيق منظومة أمن غذائي مستدام.

خير الإمارات متواصل، والقادم سيكون أعظم، بإذن الله، بجهود قادة لا يهدأ بالهم، ولا ترتاح نفوسهم إلّا إذا كان أبناؤهم مرتاحين آمنين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3znpzydk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"