عادي

بكين وبودابست تحتفيان بالصداقة.. هل تصبح المجر أكثر دول أوروبا تقارباً مع الصين؟

15:34 مساء
قراءة 3 دقائق
بكين وبودابست تحتفيان بالصداقة.. هل تصبح المجر أكثر دول أوروبا تقارباً مع الصين؟
«الخليج» - وكالات
يختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ جولته الأوروبية في المجر؛ حيث ينتظره استقبال حارّ، الخميس، مع علاقات اقتصادية مزدهرة وتقارب في وجهات النظر بشأن الهجوم الروسي في أوكرانيا.
وقبل وصوله الأربعاء، إلى العاصمة بودابست المزينة بأعلام الصين، شبّه العلاقات الثنائية بأنها «رحلة سياحية ذهبية»، في مقال نشرته صحيفة «مجري نمزيت» الموالية للحكومة.
أشاد الريس الصيني بـ«الصداقة» بين البلدَين اللذين تجاوزا «المحن» قائلاً بطريقة شاعرية، إنها «سلسة وغنية مثل نبيذ توكاي».
وكتب شي جين بينغ: «لقد تحدينا النظام الجيوسياسي معاً في سياق دولي غير مستقر»، ورسمنا طريقنا «كدول ذات سيادة واستقلال كامل»، في إشارة إلى الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان داخل الاتحاد الأوروبي.
وسط خلافاته مع بروكسل، اتجه الزعيم القومي إلى الشرق في السنوات الماضية. وحين نأت بروكسل بنفسها عن بكين، قام بدلاً من ذلك بتعزيز العلاقات معها رافضاً المواجهة العقائدية بين «الكتل».
  • 16 اتفاقاً
وقال الرئيس الصيني، إن هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام تقريباً تشكل فرصة «لنقل شراكتنا الاستراتيجية إلى آفاق جديدة»، من المبادلات الثقافية إلى التعاون الاقتصادي، في وقت أصبحت فيه القوة العظمى الآسيوية أكبر مستثمر في المجر العام الماضي.
ويرى خبراء أن هذا يشكل «نجاحاً دبلوماسياً» لبودابست التي أعلنت عن توقيع 16 اتفاقاً على الأقل في مجالات البنية التحتية للسكك الحديد والطرق والطاقة النووية وحتى السيارات.
في كل أنحاء البلاد، تنمو مصانع البطاريات والسيارات الكهربائية بسرعة كبيرة، مع استثمارات بعشرات المليارات من اليورو
ويثير هذا الوضع قلق المعارضة التي تندد بالغموض الذي يحيط بالعقود والأثر البيئي للمصانع والفساد؛ إذ إن قطاع الإنشاءات يثري بحسب قولهم «دائرة أوربان».
ولم تعرف تفاصيل كثيرة عن برنامج الزيارة.
غداة عشاء من الأطباق المجرية التقليدية، سيبدأ شي جين بينغ نهاره بعرض عسكري عند الساعة 8,00 ت غ، إلى جانب الرئيس المجري تاماس سوليوك.
يتوجه بعد ذلك إلى دير الكرملين، مقر إقامة رئيس الوزراء، للقاء فيكتور أوربان، والإدلاء بتصريحات للصحافة.
وتحدثت وسائل إعلام عن زيارة إلى خارج العاصمة للإعلان عن مشروع جديد، وكذلك عن زيارة محتملة إلى مدرسة تعلم اللغتين لكن بدون أي تأكيد رسمي، ويغادر شي المجر بعد ظهر الجمعة.
  • رسالة إلى الاتحاد الأوروبي
بعد استقباله الاثنين في قصر الإليزيه بباريس، أجرى الرئيس الصيني محادثات «صريحة» مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الخلافات التجارية بين الصين وأوروبا أو العلاقات بين بكين وموسكو، التي ينظر إليها الغرب بارتياب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
لكن لا تتخلل المحطة المجرية مواضيع خلافية.
وقال جا إيان تشونغ، الخبير السياسي في جامعة سنغافورة: «إنها مناسبة من أجل إظهار حسنات التعاون مع الصين لبقية الاتحاد الاوروبي» مضيفاً: «كما أنه لن يضطر لمواجهة محادثات حساسة حول علاقته مع موسكو».
فبكين وبودابست على الموجة نفسها بهذا الخصوص؛ إذ تطالبان بالتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا، مع الحفاظ على التقارب مع الكرملين.
في شوارع بودابست يشير إلى ملف حقوق الإنسان، لكن لازلو توث حارس الأمن البالغ من العمر 52 عاماً، يتساءل عن سبب التحفظات حيال هذه الزيارة.
ويقول: «المال ليس له رائحة كما يقال، وأنا متأكد من أنه حتى في أوروبا الغربية، سيكونون سعداء بالاستفادة من مثل هذه الاستثمارات».
خلال زيارته الأولى إلى أوروبا منذ عام 2019، توقف شي جين بينغ أيضاً في صربيا، وهي دولة أخرى تقيم علاقات ودية مع بكين، واستقبله الرئيس ألكسندر فوتشيتش بترحيب تحت شعار «الاحترام» و«المودة».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"