أكد مسؤولون في مؤسسات وهيئات حكومية وشبه حكومية وخاصة من الشارقة أن مشاركة الإمارة ضيف شرف على الدورة ال20 من معرض سالونيك الدولي للكتاب، الذي ينطلق خلال الفترة ما بين 16-19 مايو الجاري، برئاسة الشيخة بدور القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، تمثل فصلاً جديداً في إنجازات الشارقة الثقافية، وتأكيداً على دورها الريادي في تعزيز الحوار الحضاري؛ مشيرين إلى أن هذه المشاركة تأتي لتبرز الهوية الثقافية الغنية للإمارة، وتسهم في تعزيز مكانتها باعتبارها مركزاً للإبداع والمعرفة.
ومع انطلاق المعرض، تقدم الشارقة برنامجها الثقافي الغني، مؤكدة دورها بصفتها حاضنة للثقافة والأدب، حيث تستعد لتمثيل الثقافة والتراث العربي والإماراتي، وتعزيز الحوار الثقافي من خلال سلسلة من الفعاليات التي تجمع بين الأدب، والفن، والفلسفة، لفتح آفاق جديدة للتعاون مع المؤسسات الثقافية اليونانية.
*رسوخ
وأكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض يمثل حواراً بين حضارتين لهما تاريخهما العريق والممتد إلى آلاف السنين، ويأتي احتفاء بثلاثة آلاف عام من الثقافة العربية وما قدمته من أدب، وفن وعمارة وموسيقى وإبداع، كما أنه احتفاء بالشارقة ومشروعها الحضاري والثقافي، الذي يمضي برؤية راسخة، وضع قواعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي اتخذ من المعرفة والكتاب سبيل نهضة، وبوابة حوار وتواصل مع كل ثقافات العالم.
وقال: «ونحن في اليونان، نحضر تحت قيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نستعيد علامات مضيئة من علاقة الثقافة العربية والإماراتية بالحضارة الإغريقية؛ لنحتفي بأثر العلم والجمال في مد جسور تواصل متينة؛ جسور عابرة للزمن والحدود واللغات، فنحن نعرف جيداً دور الحضارة اليونانية في مسيرة الإنسانية، ومتاحفنا تملك شواهد على منجزات علمائهم ومبدعيهم الذين تركوا أثراً لا يمحى في التاريخ».
وجهات
وحول مشاركتهم في المعرض، قال خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة: «إن المكانة الثقافية التي حققتها إمارة الشارقة على مستوى العالم، تسهم وبشكل كبير في التعريف بالإمارة ومقوماتها وإمكانياتها في كافة القطاعات وبشكل خاص السياحة، حيث كانت الهوية الثقافية للأمم عبر التاريخ، عامل جذب رئيسياً لزيارتها والتعرف إلى حضارتها وعاداتها وتقاليدها ومحطاتها التاريخية».
وأضاف المدفع: «من خلال مشاركتنا في المعرض، نهدف إلى التعريف بوجهات الشارقة المتنوعة بين وجهات ثقافية وتاريخية وبيئية، وتسليط الضوء على ميزات الإمارة وتنافسيتها والفرص الواعدة فيها التي جعلت منها وجهة مفضلة للسياح والمستثمرين ورواد الأعمال والمفكرين على حد سواء، ليس على مستوى المنطقة فقط؛ بل وعلى مستوى العالم أجمع».
*تراث
بدوره، قال الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث: «نعتز بالمشاركة من خلال تقديم فرصة للجمهور من الزائرين للاطلاع على ثقافة وتراث دولة الإمارات، وتعريفهم بإصدارات وإنجازات المعهد، والحرف اليدوية الإماراتية مثل صناعة الدمى، والتلي، وعرض الأزياء والحلي وغيرها من خلال مركز الحرف الإماراتية التابع للمعهد لتعكس الوجه التراثي، والبيئة المحلية العريقة، إضافة إلى تقديم عروض شعبية حية لفرقة الشارقة الوطنية».
وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات د. سلطان العميمي: «إن مشاركة الاتحاد في المعرض يمثل فرصة مهمة لإبراز نشاطنا دولياً»، مؤكداً في الوقت نفسه أن الشارقة بحلولها ضيف شرف على المعرض تعزز روابط التواصل والتبادل الثقافي وتمد جسور التعاون بين الثقافة الإماراتية والعربية ونظيرتها اليونانية، كما أنها تحتفي بالكتاب والقراءة، وتفتح آفاق الحوار الفكري والمعرفي بين البلدين، ضمن برنامج ثقافي مشترك في مختلف المجالات والعلوم الإنسانية، خاصة أن الصلات بين العرب واليونان قديمة على صعيد الثقافة والعلوم واللغة والتجارة.
وأوضح العميمي، أن عدداً جديداً من الإصدارات الإماراتية قد تمت ترجمتها إلى اللغة اليونانية، منها: ديوان (الطريق التي تأخذني) للشاعرة خلود المعلا، ورواية (فنتليتور) للروائية مريم مسعود الشحي، وديوان (مس) للشاعر إبراهيم الهاشمي، ورواية (كونار) للروائية هند سيف البار، وكتاب (رثاء المدن والممالك بين بغداد والأندلس) للناقدة د. مريم الهاشمي، والمجموعة القصصية (الشقيقتان) للشاعر والباحث علي العبدان، وكتاب (حضور الغائب) للشاعر عبدالله السبب، ورواية (ذوات) للأديبة والناقدة د. زينب الياسي، وديوان (تحديق) للشاعر محمد الخالدي.
*نهضة
من جانبه أعرب الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، عن سعادته بمشاركة الجامعة ضمن جناح إمارة الشارقة، وهي مشاركة تعبر أصدق تعبير عما تشهده الشارقة من نهضة علمية وأكاديمية في مختلف المجالات، وعرض ما تتميز به الجامعة من علاقات دولية متميزة مع جامعات ومؤسسات أكاديمية مرموقة، والتعريف بما تقدمه من تخصصات وبرامج تتناسب مع طبيعة هذا الحدث الثقافي المهم، وبصفة خاصة الإصدارات والمجلات والكتب العلمية.
بدوره، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة: «تمثل مشاركة الشارقة في المعرض فجراً جديداً يُشرق على العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب، وتؤسس لمرحلة مباركة من التلاقح الحضاري بين أمتين عظيمتين أثرتا مسيرة الإنسانية عبر العصور؛ كما أنها تبشر بعهد جديد من السؤدد للعلاقات العالمية التي تقوم على التعارف الثقافي والتفاهم الفكري، وتعكس الدور الريادي للشارقة في نشر العلم والمعرفة، وتعزيز اللغة العربية كجسر للتواصل والحوار بين الثقافات، بما يجسد رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، في إبراز الإمارة منارة للثقافة والأدب، ورائدة في التواصل العالمي القائم على المعارف الإنسانية».
*تقدير
وحول حضوره في البرنامج الثقافي للشارقة باليونان، أكدت مروة العقروبي، المديرة التنفيذية لبيت الحكمة، أن المشاركة تقدير مستحق لجهود الإمارة، في تحقيق الازدهار الثقافي والمعرفي على الصعيد العالمي، وتتويج للعديد من المبادرات التي تقدمها الإمارة لإثراء المشهد الإنساني ومد جسور التواصل بين الثقافات، من خلال تكريم المبدعين، ودعم المكتبات، وتطوير صناعة الكتاب، وتدشين صروح العلم والمعرفة، وستسهم هذه المشاركة في تحقيق مزيد من التقارب بين الثقافتين العربية التي تمثلها الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة والثقافة الأوروبية التي تجسدها الحضارة الإغريقية وجمهورية اليونان اليوم.
*نبض
وفي تصريح لها حول أهمية المشاركة في المعرض، أكدت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أن اختيار إمارة الشارقة كأول «ضيف شرف» عربي في معرض سالونيك للكتاب، يعد فرصة ثمينة لعرض تاريخ وتراث الشارقة الغني، واستعراض المشهد الثقافي المعاصر والنابض للإمارة على الساحة العالمية. وقالت: «كما يسعدنا أن نغتنم هذه الفرصة لمشاركة تاريخنا الفريد، والمساهمة في ترسيخ الحوار والتفاهم والتعاون العالمي في مجال الأدب والفن والثقافة».
وأوضحت المدير العام أن الهيئة، وبهدف إثراء تجربة الزوار ورؤيتهم الثقافية تعرض في «سالونيك للكتاب» 10 كتالوجات لعدد من معارضها وقطعاً أثرية مهمة، بما في ذلك نسخ طبق الأصل من تركيبات «لجام الحصان» من منطقة مليحة يعود تاريخها إلى 150-200 قبل الميلاد، و«حبات لؤلؤ» عثر عليها في مقبرة من العصر الحجري الحديث في جبل البحيص، إضافة إلى لوحة للفنان الإماراتي عبد القادر الريس تظهر جزءاً من خورفكان، وتمثالاً خزفياً صغيراً لجمل تم اكتشافه في موقع أثري بمويلح.
ومن جهته، قال فهد المعمري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات: «تقدم الجمعية في المعرض تحت عنوان (بين التراثين العربي واليوناني)، وتتناول الحديث عن التواصل بين الثقافتين العربية واليونانية والتكامل في الفكر والبحث والتأليف، وكيف أن المؤلفات قد حافظت على بقاء الأثر العلمي الكبير لما أنتجته الحضارتان، وستعرض المحاضرة مجموعة من نماذج التواصل العلمي وتكامله عبر عدد من المؤلفات وسير العلماء والمترجمين».
وقال عيسى يوسف مدير عام هيئة الشارقة للآثار: «نشارك في المعرض بعرض أحدث الإصدارات العلمية عن المكتشفات الأثرية في إمارة الشارقة، وعرض 11 قطعة أثرية من الفترة الرومانية مرتبطة بالحضارة اليونانية؛ حيث يأتي هذا المعرض استمراراً لبرامج هيئة الشارقة للآثار على المستويين المحلي والدولي، وهذا تأكيد على حرصها على إبراز الجانب العلمي المعزز للدراسات والبحوث القائمة في مواقع التنقيب الأثري، إضافة إلى مدّ الجسور الثقافية والسياحية الراسخة التي تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل وتسهم في تبادل الخبرات، ترسيخاً لحضور الإمارة في شتى المحافل الإقليمية والدولية».
*إرث
وقال سالم الغيثي، مدير هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: «تفتح الشارقة من خلال مشاركتها ضيف شرف المعرض نوافذ ثقافية على الحضارتين العربية واليونانية، مؤسسةً بذلك جسوراً من المعرفة عبر أثير الشارقة، ومن خلال قنواتنا الإعلامية، نعد بأن نبرز إنجازات الشارقة الحضارية، متوجين جهودنا برؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي يقود مسيرة الإمارة نحو آفاق جديدة من الإبداع والتألق».
وقال الدكتور علي المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي: «نعرض مجموعة من الخرائط الجغرافية التاريخية وتسرد تطور طباعة الخرائط من فترة إلى أخرى، حيث إنها تزداد مع مرور الوقت وقد كان للأوروبيين دور بارز في تلك الفترة، وقد انتشرت الخرائط الجغرافية التاريخية بشكل ملحوظ، وإننا نتقدم بشكر للبلد المضيف واختيارهم الشارقة ضيف شرف لهذا العام».
*مكانة
ووصف راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، حلول إمارة الشارقة أول ضيف شرف عربي على معرض سالونيك الدولي للكتاب في اليونان، بأنه شهادة جديدة على المكانة الريادية التي تحتلها الإمارة ثقافة وفكراً وإبداعاً بفضل الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وأكد أن المعرض يشكل محطة مهمة لتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني لدولة الإمارات.
من ناحيتها، أكدت مجد الشحّي، مديرة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، أن اختيار الشارقة، يُعَد إضافة جديدة إلى الإنجازات النوعية للإمارة على الصعيد الثقافي والحضاري، وتقديراً للنهضة الثقافية الشاملة التي أرسى دعائمها صاحب السمو حاكم الشارقة، مشيرة إلى أن هذا الحدث يشكل منبراً مهماً ستعمل الجمعية على توظيفه لنشر المعرفة حول أهمية حقوق النسخ في حماية حقوق الكتّاب والناشرين وتحفيز الإبداع، فضلاً عن توسيع شبكة شراكاتها في هذا الإطار.
*إصدارات
من ناحيته، قال محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة: «مشاركة الشارقة يؤكد دور الإمارة الريادي في الثقافة العربية والعالمية، ويعد تجسيداً لمشروعها الثقافي تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، ورؤى سموّه في توسيع دائرة الاهتمام بالثقافة».
وأضاف القصير: «كجزء من نشاطها الثقافي؛ تعرض إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة ضمن جناح الشارقة كتباً ومجلات صادرة عن الدائرة، وتقيم معرضاً في فن الخط العربي لأعمال في الخط الأصيل والمعاصر لخطاطين وفنانين من دول عديدة، إضافة إلى ورشة الخط العربي للخطاط الإماراتي خالد الجلاف».
*دعم الأطفال
ريم جاسم مديرة المبادرات الخاصة في مؤسسة كلمات، قالت: «يسعدنا في مؤسسة كلمات أن نكون ضمن وفد إمارة الشارقة في المعرض. وتعزز هذه المشاركة التواصل والحوار مع المؤسسات الثقافية والتوافق على الغايات النبيلة للثقافة والمعرفة. وفي سعي المؤسسة إلى تسهيل وصول الأطفال المحرومين لمصادر المعرفة، نحن سعداء بمواصلة هذه الجهود من خلال تبرعنا للمرة الثانية في اليونان بكتب باللغة العربية تحت مبادرة «تَبَنَّ مكتبة» لدعم الأطفال اللاجئين العرب في سالونيك».
منجز عربي جديد يضاف للشارقة
قال مهند أبو سعيدة، مدير «منشورات القاسمي»، قال: «إن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض يعد دليلاً ساطعاً على مكانة الشارقة الثقافية في العالم، وإبرازاً لمنزلة الشارقة المعرفية في المشهد الثقافي، فقد أضحت الشارقة منارة علمية حاضنة للعلم والمعرفة والإبداع».