عمّقت القوات الإسرائيلية، أمس الأربعاء، عملياتها في رفح، وتقدمت الدبابات إلى أطراف منطقة مزدحمة في قلب المدينة، بعد قصف عنيف واستدعاء قوات إضافية ليصبح مجموع القوات العاملة في قطاع غزة 10 ألوية، وسط قتال عنيف وقصف مكثف على جباليا، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من خروج آخر مستشفيين في شمال غزة من الخدمة، في وقت كشف تقرير إخباري أن المستوطنين يهاجمون شاحنات المساعدات لغزة، بناء على معلومات من جنود إسرائيليين، في حين تحدث تقرير استخباري أمريكي عن أن إسرائيل قتلت نحو ثلث عناصر «حماس» فقط، وأن 65% من الأنفاق في غزة لا تزال نشطة.
وتصاعدت وتيرة المعارك في مناطق متفرقة بالقطاع، بينما شهدت محاور التوغل في رفح ووسط وشمال القطاع اشتباكات ضارية بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي، ما أوقع مزيداً من القتلى والجرحى في صفوف جنوده. وشنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات على حي الزيتون، وحي تل السلطان غربي مدينة رفح. ونقل الجيش الإسرائيلي مزيداً من قواته إلى رفح، حيث دخل المدينة لواء «ناحل»، الليلة قبل الماضية، ليصبح عدد الألوية فيها خمسة. وذكر تقرير نشره موقع «واينت» العبري، أن إسرائيل تسيطر بالفعل على ما لا يقل عن نصف محور فيلادلفيا، وأن القوات تتقدم على هذا المحور.
في غضون ذلك، قالت مصادر لصحيفة «الغارديان» إن أفراداً من قوات الأمن الإسرائيلية يقومون بإبلاغ مستوطنين وناشطين يمينيين، عن مواقع شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة، ما يمكنهم من منعها، وتخريبها. وذكرت الصحيفة البريطانية أنها اطّلعت على رسائل من بعض مجموعات التواصل عبر الإنترنت، تدعم الادعاء القائل بحدوث تواطؤ من بعض أفراد قوات الأمن، مشيرة إلى أن «روايات عدد من الشهود ونشطاء حقوق الإنسان تعزز ذلك الادعاء». إلى ذلك، ذكرت صحيفة «بوليتيكو» أن الاستخبارات الأمريكية، وفي تقييماتها الأخيرة، قالت إن إسرائيل لم تتمكن من القضاء إلا على نحو 30% - 35% من مقاتلي «حماس» منذ 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023. وكشف تقييم الاستخبارات الأمريكية أن 65% من أنفاق حماس لا تزال نشطة، مشيرة إلى أن «حماس» تمكنت من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد. (وكالات)
