هي الحصن الأول والأخير!

02:37 صباحا
قراءة دقيقتين

دون شك أن التطورات التقنية الهائلة، قربت بين ثقافات العالم المختلفة، وأيضاً أدت التكنولوجيا إلى ضغوط في مجالات العمل والوظيفة، ومع أنه لا يمكن التنكر لأثر التطور والتقدم في مسيرة الرفاه البشري، فإن هناك جوانب من حياتنا الاجتماعية، تحتاج إلى الحماية والصون، مثل الأسرة، والتي هي بدورها تواجه تحديات كبيرة، مع أن دورها حيوي ومهم، حيث تعد الملاذ الآمن، ودون شك أنها تسهم في نمو وتشكل شخصيتنا بشكل سليم، وفي التطور العاطفي والنفسي والاجتماعي بشكل صحي.

لذا نرى ونسمع أن موضوع حماية الأسرة من التفكك أو الوهن أو ضعف دورها، من المواضيع الحيوية التي تطرح للنقاش بشكل مستمر ودائم، ويكتسب الموضوع في هذا العصر أهمية أكبر. تكمن هذه الأهمية في أنها البيئة التي توفر الأمان والرعاية والحب، وعندما تكون مترابطة قوية، فإن شعور الانتماء يترسخ ويقوى، وبالتالي تصبح القيم جزءاً من هويتنا وتكويننا وبواسطتها نتعلم الصدق والوفاء وتحمل المسؤولية، وأيضاً التعاطف وقيم التسامح.

وكما هو معروف، فإن الخلافات، أو التوترات، قد تقع في الحياة الأسرية، ومن هنا يأتي التواصل الفعال وأهميته، في تعزيز روح التفاهم والحوار والنقاش، ولا ننسى قيماً مثل الاحترام والتعاون، والتي لها دور حيوي ومهم في المحافظة على الروابط الأسرية وتقويتها.

الحياة المعاصرة، تحمل الكثير من الصعوبات على المستوى الفردي، وعلى المستوى الأسري، وعلى المستوى الاجتماعي، بصفة عامة.

الأسرة، أو الحياة العائلية، مهمة لأنها تقدم دعماً غير مشروط للفرد لتجاوز الأزمات، سواء أكانت مالية أم عاطفية أم صحية أم غيرها، حيث تشكل شبكة تخفف تلك الضغوط، وتوفر المشورة والمساعدة أياً كان نوعها أو لونها. وهي تعد ركناً أساسياً في حياتنا كأفراد، حيث الحب والدعم والأمان، مشاعة وغير مشروطة، حيث تستظل بالأم والأب، والإخوة والأخوات. وهم أقرب الناس إليك، وأكثرهم حباً لك.

ولحماية الأسرة وتقوية حضورها في الحياة الاجتماعية، نحتاج إلى تواصل قوي بين أفراد الأسرة الواحدة، والتحدث عن المشاعر بصدق ووضوح. ولا ننسى إدارة الوقت بدقة، فقد يعاني أحد أفراد الأسرة ضغوط العمل والالتزامات التي لا تنتهي، وهو ما قد يؤثر في أسرته؛ لذا عليه التنبه لهذا الجانب عن طريق معالجته بإدارة الوقت وتوزيع المهام والأعمال، ومنح الأسرة الوقت الكافي.

الأسرة هي الملاذ، وهي الحصن الأول والأخير، في مواجهة التحديات، وصعوبات الحياة، وتبقى حاجة لكل واحد منا، يجب منحها الأهمية والاهتمام الذي تستحقه.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yeym7wwt

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"