من أهم المواضيع التي تعتبر هاجساً لمختلف الدول والمجتمعات، في أرجاء العالم، قضية الاحتباس الحراري والتغير المناخي، والتي تعتبر تحدياً غير مسبوق يعيشه عالم اليوم، ودون شك أن هذا الموضوع يحتاج إلى تحركات عاجلة وسريعة لمعالجته، لأنه يعتبر تهديداً كبيراً يواجه البشرية جمعاء، ولا أحد في معزل عنه أو مستثنى، فالجميع سيتضرر، وبدرجة واحدة.
لكن أولاً، لنحاول فهم الاحتباس الحراري، وكيف يؤثر في التغير المناخي؟
بشكل مباشر، ومبسط، يتم تعريف الاحتباس الحراري بأنه: «زيادة في درجات حرارة الأرض نتيجة لتراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي». وتلك الغازات مثل، غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز ثاني أكسيد النيتروجين، ونحوها، هذه الغازات تعمل كعازل أو كسد يمنع الحرارة من الخروج من الأرض نحو الفضاء الخارجي، وهذه العملية، التي يتم فيها خروج الحرارة من الأرض نحو الفضاء، مهمة جداً وضرورية، لأنها تحافظ على الحياة على كوكب الأرض، فهي السبب في بقاء درجات الحرارة معتدلة، ومناسبة للحياة، فلا تسبب تبخراً للمياه، ولا تدمر النباتات، أو تقتل الحيوانات.
والذي يحدث أنه بسبب أنشطة الإنسان، التي سببت زيادة في تلك الغازات الضارة التي ذكرتها، تبقى هذه الغازات وتصبح مرتفعة في الغلاف الجوي، ومن هنا يظهر ما يسمى بالاحتباس الحراري، وبالتالي ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، وهذا هو الخطر الأفدح والبالغ الخطورة، الذي يهدد البيئة ومختلف النظم المعيشية التي تعتمد عليها المخلوقات كافة.
تتضمن المخاطر وتأثيرات التغير المناخي، الفيضانات وارتفاع مياه البحار، وزيادة ذوبان الجليد في المناطق القطبية، ولا ننسى تغيرات الطقس، وزيادة قوة العواصف والجفاف، وهذه الظواهر تسبب تهديدات حقيقية لأنواع كثيرة من النباتات والحيوانات، وقد تسبب الانقراض للبعض منها، وهناك تأثيرات في الإنسان نفسه، مثل الأمراض التي تنتقل للإنسان بسبب الحشرات، والأمراض المعدية.
من هنا يظهر موضوع الاحتباس الحراري، وما يتبعه من نتائج مثل التغير المناخي، على درجة عالية من الأهمية للبشرية جمعاء. وهو ما يتطلب تحركاً سريعاً وتعاوناً عالمياً موحداً، خلاله يتم سن القوانين والأنظمة الملزمة، التي تشجع على التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، وهذا يعني الاستثمار ودعم البحوث والدراسات والجهود الابتكارية والمخترعات في هذا المجال. وكل عمل نقوم به اليوم، لمعالجة هذه القضية، هو ضمان لمستقبل واعد وجميل للبشرية بأسرها.
