عادي

غزة بين الدبلوماسية والقصف.. هل تنجح الجهود في وقف الحرب؟

19:49 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» - وكالات

يواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة، الأحد، فيما أعلنت حماس إطلاق صواريخ باتجاه تل أبيب، وسط استمرار الجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى هدنة، واتفاق لتبادل الأسرى.

وتجددت الغارات الجوية والقصف المدفعي مرة أخرى، ليلاً، على شمال القطاع، ووسطه، وجنوبه، بعد أكثر من سبعة أشهر على بدء حرب غزة، إثر هجوم حماس غير المسبوق داخل إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وأعلنت حركة حماس، الأحد، إطلاقها «رشقة صاروخية كبيرة» في اتجاه تل أبيب هي الأولى منذ عدة أشهر، من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثمانية صواريخ على الأقل، أطلقت في اتجاه تل أبيب من مدينة رفح.

وفي 24 ساعة سُجل سقوط 81 قتيلاً إضافياً لترتفع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى نحو 36 ألفاً، أغلبيتهم من المدنيين منذ بدء الحرب، بحسب وزارة الصحة في غزة.

  • مخاوف دولية

وبدأ الجيش الإسرائيلي في 7 مايو/ أيار هجوماً برياً في مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع، قرب حدود مصر، ورغم المخاوف الدولية بشأن مصير المدنيين في المدينة المكتظة بالنازحين، تشدد الدولة العبرية على أن هذا الهجوم ضروري لتحقيق هدفها المعلن ب«القضاء» على الحركة الفلسطينية.

ميدانياً، قال الدفاع المدني في غزة، الأحد، إنه انتشل ست جثث بعد استهداف منزل في غارة جوية على حي خربة العدس شرق رفح.

وبحسب شهود، فإن المدفعية الإسرائيلية استهدفت أيضا مخيم يبنا بوسط رفح، وإن قصفاً مدفعياً عنيفاً طال منطقتي سوق الحلال، وحي قشطة، جنوب المدينة.

وبحسب مراسل فرانس برس، أطلقت دبابات إسرائيلية متمركزة عند محور نتساريم جنوب مدينة غزة، قذائف باتجاه حي الزيتون.

وفي إسرائيل، دوّت صافرات الإنذار، الأحد، في تل أبيب، وفي وسط البلاد، إذ أشار الجيش إلى أن ثمانية صواريخ على الأقل، أطلقت في اتجاه تل أبيب من مدينة رفح، موضحاً أن «الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت عدداً» منها.

وأكد مراسل وكالة فرانس برس في قطاع غزة أنه شاهد إطلاق صواريخ من رفح.

  • مساعدات آتية من مصر

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، بدأت شاحنات مساعدات آتية من مصر، الأحد، الدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل والقطاع، بحسب ما أوردت قناة «القاهرة الإخبارية».

وبحسب القناة، انطلقت «200 شاحنة» تحمل مساعدات إنسانية من الجانب المصري لمعبر رفح مع غزة، إلى كرم أبو سالم، وأشارت إلى أن القافلة تتضمن «أربع شاحنات تحمل وقوداً».

وكانت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، أمرت إسرائيل بإبقاء معبر رفح الحيوي لدخول المساعدات مفتوحاً، بعدما أغلق إثر بدء عملياتها البرية في المدينة مطلع مايو/ أيار.

كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، تعزيز وصول المساعدات إلى غزة عبر الرصيف البحري العائم، أو معبرَي كرم أبو سالم، وايريز.

وقال في بيان إنه تم «نقل 1806 مسطحات غذاء على متن 127 شاحنة إلى المراكز اللوجستية التابعة للمجتمع الدولي في قطاع غزة».

  • جهود وضغوط

ومع اقتراب الحرب من شهرها الثامن، تزداد الضغوط يوماً بعد يوم، على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مشروطة بالإفراج عن رهائن.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، لوكالة الأنباء الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إنه من المقرر عقد اجتماع لحكومة الحرب للبحث في الجهود الهادفة إلى الإفراج عن رهائن عند الساعة 21,00، والسبت، أشار مصدر آخر إلى أن إسرائيل تنوي إحياء المفاوضات «خلال الأسبوع الراهن».

فبعد توقفها مطلع مايو/ أيار، برزت مؤشرات إلى احتمال استئناف هذه المفاوضات.

وتساهم واشنطن، والدوحة، والقاهرة، في الوساطة بين طرفي الحرب، وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات تعثّرت على وقع التصعيد في العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، وتمسّك حماس بوقف نار دائم.

في هذا الإطار، يزور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام برنز، باريس، لإجراء مباحثات في محاولة لإحياء المفاوضات الهادفة إلى التوصل لهدنة في غزة، على ما أفاد مصدر غربي مطّلع على الملف، الجمعة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مدير الموساد، دافيد برنيع، توصل إلى اتفاق مع برنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال اجتماع في باريس، على إطار جديد للمفاوضات.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، من جهته، أنه «منخرط في دبلوماسية طوارئ»، في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

غير أنّ أسامة حمدان القيادي في حماس نفى أيّ علم لحركته بالمساعي الجارية لاستئناف المفاوضات، وقال حمدان لوسائل إعلام، ليل السبت - الأحد، إنّه «حتى اللحظة لا يوجد شيء عملي في هذا الموضوع، هو مجرد كلام يأتي من الجانب الإسرائيلي، لم نُبلّغ من الوسطاء بأيّ شيء في هذا السياق».

والجمعة، أمرت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، وتُعدّ قراراتها ملزمة قانوناً لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها، إسرائيل بوقف هجومها العسكري في رفح.

والأسبوع الماضي، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إصدار مذكرات توقيف في حق ثلاثة قادة في حماس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه.

والأربعاء، أعلنت أيرلندا والنرويج وإسبانيا، اعترافها بدولة فلسطين اعتباراً من 28 مايو/ أيار، على أمل أن تحذو الدول الأوروبية الأخرى حذوها. وأثارت هذه الخطوة غضب إسرائيل التي نددت بهذا الاعتراف الذي «يشكل مكافأة للإرهاب».

  • ضغوط داخلية

وداخلياً يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لضغوط أيضاً بشأن الرهائن.

وفي تل أبيب، تظاهر آلاف الإسرائيليين، بينهم أقارب رهائن، مساء السبت، للمطالبة بالإفراج عنهم.

وفي الأيام الأخيرة، سحب الجيش الإسرائيلي جثث 7 رهائن من قطاع غزة، ما يزيد من مخاوف العائلات.

وعلى صعيد التداعيات الإقليمية للحرب في غزة، قتل ثلاثة أشخاص، الأحد، في ضربات إسرائيلية على جنوب لبنان، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ydtpddru

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"