عادي

مريم الهاشمي تتجول بين اتجاهات الرواية الإماراتية

15:38 مساء
قراءة 3 دقائق
زينة الهاشمي ود. مريم الهاشمي خلال الجلسة
دبي: «الخليج»
نظمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي، بالتعاون مع صالون المنتدى، جلسة نقاشية حول كتاب «التحولات السردية في الأدب الإماراتي» للدكتورة مريم الهاشمي، بحضور بلال البدور رئيس مجلس الإدارة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. صلاح القاسم المدير الإداري، وجمال الخياط المدير المالي، وعائشة سلطان، وعلي الشريف، عضوَي مجلس الإدارة، وجمال الشحي عضو مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد.
أدار النقاش زينة الشامي، أستاذة الأدب العربي، والتي أكدت أهمية الكتاب؛ لما للأدب من ارتباط وثيق بالواقع المتغير، دائم التحولات والذي يموج بحراك متواصل، وأشارت إلى أن دولة الإمارات شهدت تغيرات كبرى وعديدة خلال العصر الحديث، ما انعكس على الأدب وجعله يشهد تحولات تستجيب بشكل أو بآخر للتحولات الموضوعية التي تحدث خارجه، سواء على المستوى الشخصي للكاتب والتي يعكسها في كتاباته أو تحولات مجتمعية.
وقد لفت الأدب الإماراتي انتباه كثير من الكتاب، وحاولوا رصد الأدب الإماراتي وما شهده من تحولات واتجاهات، وذلك منذ الرواية الأولى (شاهندة) التي صدرت عام 1971، حتى صدور كتاب الدكتورة مريم الهاشمي التي ترصد كل ما يرتبط بتجليات الرواية والسرد الإماراتي.
وتساءلت الشامي لماذا يلجأ الكاتب الإماراتي إلى التاريخ هل هو هروب من الواقع، أم لأنه يتشبث بهويته من خلال كتابة الرواية التاريخية أم مسايرة للموضة في الكتابة التاريخية؟.
ورأت د. مريم الهاشمي أن الكتاب يتناول أهم التقنيات والبنى السردية الخاصة بالرواية الإماراتية، وأشارت إلى أن إصداراتها السابقة كانت تتحدث عن الشعر القديم أو الحديث، وجاء الكتاب الجديد انطلاقاً من المسؤولية البحثية التي تقع على عاتق الناقد الإماراتي الذي عليه تناول كل الأجناس الأدبية في الساحة الثقافية المحلية، وباعتبار الرواية الأدبية جنساً أدبياً له شريحة واسعة من القراء جاء الكتاب ليسد ثغرة في البحث حول السرد الإماراتي.
وذكرت الهاشمي أن الكتاب يتناول التحولات الإنسانية في مجتمع سريع التطور، بسبب التنوع الديموغرافي والثقافي، وباعتبار أن مصطلح السرد يعني «الحكي أو تزويق أو المهارة البشرية في الحكي»، وباعتبار أن الرواية حكي، فمن هناك جاء مصطلح السرد، والذي خرج من رحم البنيوية أو الشكلانيين الروس الذين تناولوا العلاقة الداخلية بين البنى السردية.
وأضافت الهاشمي أن الرواية الإماراتية تحوّلت وتطورت أبنيتها السردية والموضوعات التي تعالجها، وقد تطرق الكتاب لاتجاهين، الاتجاه الأول في تناول الموضوعات في الرواية الإماراتية، والاتجاه الثاني كيفية تغير البنى أو التقنيات السردية في تلك الرواية، وأشارت إلى أن أكثر الاتجاهات التي تناولها الكتاب في رواياتهم هي الاتجاه التاريخي والاتجاه الواقعي والاتجاه العجائبي، والأخير يعبر عن نوع من التحول السردي في الرواية الإماراتية، والمشترك الأساسي بين هذه الاتجاهات الثلاثة هو النزعة الاجتماعية التي تعتبر الأساس في كثير من الأعمال السردية في الأدب الإماراتي. ويعتبر الاتجاه التاريخي حاضراً بشكل جدي، مثل كتابات ريم الكمالي ونادية النجار وغيرهما من كتّاب.
وأشارت إلى أن لغة الكتابة وطرائق التعبير تختلف من كاتب لآخر، ففي رواية «في فمي لؤلؤة» للكاتبة ميسون القاسمي، قامت المؤلفة بجهد بحثي مضنٍ في التنقيب والبحث، وهو الأمر نفسه الذي نلاحظه لدى الكاتبة ريم الكمالي في روايتها «يوميات روز». ورأت الهاشمي أن الرواية العجائبية في دولة الإمارات مستحدثة، ومنها رواية «ربيع الغابة» لجمال مطر، وكذلك «ليلة مجنونة» لمحمد بن جرش، وهناك تقاطع للغرائبية مع الرمزية.
ولفتت إلى أن الرواية الإماراتية الجديدة تميزت بالتجريب، فلم تعد رواية تقدم رؤية مباشرة للعالم، بل رؤية فنية تنشد المواربة بعيداً عن التقريرية.
وختمت بأن كل كاتب إماراتي له لغته وسرديته التي تميزه، ولذلك لابد أن يتمتع الناقد بنوع من الموضوعية، لم تلجأ إلى نقد اللغة أو المكان أو أي تقنيات سردية لدى بعض الكتاب لرؤيتها أن العمل الأدبي يحتاج إلى مراحل للنضج والإمساك بزمام اللغة والتقنية السردية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5chpp48m

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"