وصف «مكتب بيضاوي» في العنوان إشارة إلى مكتب الرؤساء الأمريكان المتعاقبين على البيت الأبيض، ولأنه على جو بايدن، الرئيس المنتهية ولايته، أن يغادر هذا البيت خلال أسابيع قليلة، فالأنظار تتجه إلى الرئيس المنتخب دونالد ترامب العائد إلى المكان نفسه، بعد سنوات أربع اضطر خلالها، على مضض، لإخلائه لبايدن، قضاها في محل إقامته الخاص بمار الاغو بولاية فلوريدا. ليس بوسع ترامب أن ينقل المكتب الرئاسي لفلوريدا، لكنه أفصح عن رغبته في أن يكون له فيها مكتب بمواصفات المكتب البيضاوي.
تناهى إلى سمع نجار فرنسي في التاسعة والثلاثين من عمره، خبراً عن رغبة ترامب هذه، فقرر أن يحقق له رغبته في تصميم المكتب المطلوب، لكنه قبل الشروع في ذلك بذل جهوداً لإيصال هذه الرغبة للمحيطين بترامب، كي يتلقى موافقته على أن يبدأ في العمل على المكتب. ساعدت النجار نائبة في البرلمان الأوروبي عن حزب «الاسترداد» اسمها سارة كنافو، حيث نجحت في ربط الاتصال بين ريمي لفرستيه، وهذا هو اسم النجار، وأقارب ترامب، من خلال سيدة تعمل بصفتها مصممة ديكور للمنازل لدى ميلانيا زوجة ترامب، ومقربة منها، فأبدت للنجار موافقتها على المشروع بعد خمسة أشهر، ليشرع في تنفيذ المكتب، مشيراً إلى أن ترامب بعث له رسالة صوتية شكره فيها على مبادرته.
ما زاد من رمزية مبادرة النجار أن المكتب المهدى إلى ترامب صنع من حطب غابة «بيلو» ببلدة شاتو تييري التي شهدت معركة ضارية للجنود الأمريكيين عندما جاؤوا لمساعدة القوات الفرنسية خلال الحرب العالمية الأولى، وكان لهم فضل كبير في وقف زحف القوات الألمانية وقهرها، وقتل من الجنود الأمريكان ما يقارب 2000 عسكري دفنوا في المكان نفسه.
مضت أكثر من سنة على حكاية تصميم هذه النسخة من المكتب. لم يكن ترامب حينها قد انتخب رئيساً للمرة الثانية، ولم يكن من المؤكد حينها أنه سيكون الفائز، فهل تنمّ رغبته هذه في امتلاك طاولة مشابهة للطاولة الرئاسية، تكون في مقر إقامته، عن هوسه بالسلطة وحرصه على أن يبقى في دائرة «الطقس الرئاسي» حتى عندما يذهب إلى قضاء إجازته الأسبوعية، أو ما إليها، أو حتى حين لن يعود رئيساً، فالمكتب سيكون نسخة من المكتب الذي استخدمه كل الرؤساء الأمريكيين منذ عام 1880، وله كل المعايير والألوان والزخرفة التي لها؟
ربما يخطر في البال أن النجار الفرنسي مصمم المكتب الشبيه، من مريدي ترامب والمأخوذين بشخصيته ونهجه، ما حمله على إظهار إعجابه به عبر تصميم المكتب، لكن النجار كان واضحاً وقاطعاً: لستُ من مؤيدي ترامب.. هدفي كسب الشهرة وتصميم مكاتب فاخرة لمؤسسات مرموقة.
https://tinyurl.com/3at9xd66
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![](/sites/default/files/2025-01/6612189.jpg)
![](/sites/default/files/2025-01/6612187.jpg)
![](/sites/default/files/2025-01/6612185.jpg)
![](/sites/default/files/2025-01/6612182.jpg)
![محمد بن زايد يتوسط رؤساء نيجيريا وأوزبكستان وأذربيجان وكازاخستان وسيشل](/sites/default/files/2025-01/6612174.jpg)
![](/sites/default/files/2025-01/6612170.jpg)