تكنولوجيا للإنسان

01:07 صباحا
قراءة دقيقتين

حديث الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، عن أن التسامح والقيم الإنسانية والشمولية، يجب أن تكون عناصر محورية في توجيه التطور السريع للذكاء الاصطناعي (AI )، بما يضمن أن تُسهم هذه التكنولوجيا في إثراء حياة الإنسان بدلاً من الإضرار بها أو زعزعتها- يستحق التأمل والدراسة في مرحلة مهمة تعيشها المجتمعات حالياً بسبب هذه القضية التي بدأت إفرازاتها تطفو على السطح لتسبّب قلقاً من المستقبل القادم لها.
الذكاء الاصطناعي يُعدّ منصة لتعزيز السلام والرخاء والتفاهم العالمي، كما أشار في كلمته لذلك، فهناك حاجة ملحة لتعميق الفهم للذكاء الاصطناعي، وتعزيز قدراتنا على التعايش واستخدامه بشكل أمثل، خاصة أن استخدام هذه الأدوات لخدمة رفاه الإنسان يتطلب تحليلاً مدروساً لجميع جوانب هذه الإمكانيات، ووضع حد للمخاوف التي بدأت تبرز مؤخراً عن حجم الجوانب السلبية وتسخيرها في جوانب سلبية عديدة تنحرف بهذا المسار الإيجابي لمسارات غير متوقعة.
من حق الإنسان على القائمين على هذا المجال عدم الأذى والسلامة والأمن والتركيز على خصوصية البيانات إلى جانب المسؤولية والمساءلة والشفافية والرقابة البشرية والحزم والاستدامة وعدم التمييز، ولا شك في أنّ القيم والمبادئ ضرورية حقاً لإرساء أسس أي إطار أخلاقي للذكاء الاصطناعي، لكن التوجهات الراهنة إزاء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أكدت ضرورة عدم الاكتفاء بالمبادئ الرفيعة المستوى والعمل على إيجاد استراتيجيات عملية تضمن التطبيق الأمثل لها.
في الإمارات، والحمد لله، حراك متعدد الجهات للتعامل مع أسس الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان؛ لضمان مواءمة التكنولوجيا مع قيم العدالة والمساواة والشمولية، وتطبيق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي عملياً عبر معالجة التحديات المتعلقة بالتحيّز، والمساءلة، والشفافية، وكذلك تصميم مسؤول للتفاعل بين الإنسان والآلة بما يضمن دمج الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وموثوق في حياة الإنسان اليومية، في إطار جهود مستمرة لبناء القدرات وتعزيز الكفاءات في مجالات التكنولوجيا الحديثة، ولا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي ومواكبة التطورات التكنولوجية في سبيل تعزيز وحماية حقوق الإنسان في الدولة.
لدينا في الإمارات، ولله الحمد، ميثاق لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي يغطي مبادئ تعزيز الوعي في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل يشمل الجميع، والاستفادة من تقدم الذكاء الاصطناعي بما يضمن الوصول التكنولوجي العادل لجميع فئات المجتمع، كما تشمل المبادئ الامتثال للتشريعات والاتفاقيات السارية في الدولة المتعلقة بتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، ويبقى التخوف قائماً يحتاج إلى متابعة ووضع حلول آنية لكل الظواهر المتوقعة.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"