«الليبيديما» المرض المخادع

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتبر شهر يوليو شهراً للتوعية بمرض «الوذمة الشحمية»، أو «الليبيديما»، وهو المرض الذي لا يعرفه الكثيرون بالرغم من أنه يعتبر مرضاً وراثياً ويؤثر في جودة حياة كثير من النساء على مستوى العالم وقد عرف لأول مرة طبياً في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1940 م.
تقول اختصاصية العلاج الطبيعي والليمفاوي البحرينية فاطمة عيسى: «إن وعي الناس مازال محدوداً وغالباً ما يتم الخلط بينه وبين السمنة أو داء الفيل، وإن التوعية ضرورية جداً لزيادة المعرفة بأعراضه وأسبابها، بل إن محدودية المعرفة تصل للأطباء أنفسهم، وخصوصاً الأطباء ذوي الاختصاص مثل أطباء الأوعية الدموية والسمنة والجراحة التجميلية، ومن المهم الحصول على المعرفة الكافية بهذا المرض كي لا تتطور الحالات نتيجة خطأ في التشخيص أو العلاج». وتضيف في حديث خاص لدى سؤالها عن المرض: لا توجد دراسات وإحصاءات دقيقة بشأن عدد المصابات، لقلة الوعي به ولكن يؤثر في 11% من النساء عالمياً بمعدل واحدة ضمن 72 ألف امرأة.
وكغيره من الأمراض، من المهم تشخيص المرض منذ بدايته قبل تطور الحالة، وذلك من خلال أعراض تشعر بها المريضة بنفسها كالفرق بين الجزأين العلوي والسفلي من الجسم، والانتفاخ غير الطبيعي في الأطراف، وظهور الكدمات والتعرجات والنتوءات من غير سبب في أجزاء الجسم وغيرها من الأمور التي تستطيع المريضة معها الشك في حالتها قبل توجّهها للطبيب المختص للتشخيص.
هذا المرض يحد حركة المريضة ويشعرها بالثقل الدائم وقد يسبب الكثير من الإحباط كلما حاولت الالتزام بالنظام الغذائي والرياضة من غير الشعور بالتغيير الحقيقي في الوزن أو شكل الجسم، وهو ما حدث للكثيرات قبل التشخيص ومعرفة السبب الحقيقي لعدم نزول الوزن واستجابة الجسم لأي محاولة.
من المهم والضروري زيادة التثقيف حول الوذمة الشحمية وعدم الخلط بينها وبين السمنة العادية خصوصاً من قبل وزارات الصحة وهيئاتها كي لا يؤدي التشخيص الخاطئ إلى زيادة تطور الحالة ووصولها للوذمة الليمفاوية التي لا حل لها ولا علاج حتى الآن.
نحن بحاجة للتوعية أكثر، كما أن الأطباء بحاجة لمعرفة هذا الكثير حول هذا المرض، خصوصاً جراحي السمنة والتجميل؛ إذ إن الحرارة في عمليات تذويب الدهون بالليزر والطرق التقليدية قد تفاقم من المشكلة بحسب آراء الأطباء المتخصصين بالوذمة وتؤدي لخلل حقيقي في الجهاز الليمفاوي لدى المصابات به.
ننظر اليوم مزيداً من الدراسات والإحصاءات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية للتعريف بمرض الوذمة الشحمية كي نحد من زيادة الحالات وتنتبه النساء اللواتي يحملن هذه الجينات لأنفسهن ويتفادين السمنة التي تعد أحد مسببات المرض.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"