رغم التحذيرات والمناشدات والحملات التثقيفية التي تدعو إلى تحريك السيارات المتسببة في حادث بسيط من الشارع وإعادة فتح حركة المرور، إلا أن كثيراً من المشاهد التي نراها يومياً توحي بأن المعلومة لم تصل بعد للجميع، أو أن هناك من يرتبك ويصر على إبقاء مركبته لإثبات ما يعتقد أنه لصالحه ضد الطرف الآخر.
وقبل الحديث عن الأسباب، لكم أن تتخيلوا ما تسببه هذه الظاهرة من تأثير في مستخدمي الطريق الذين يجدون أنفسهم فجأة في زحام غير مبرر لسبب ناتج عن جهل بالإجراءات، واعتقاد سائد بأن تحريك المركبة من موقع الحادث قد يؤثر في سير تحديد المتسبب والضحية في الحادث، وهي أمور تم تجاوزها بفضل التقنيات والخبرات المتوافرة والقواعد الأساسية التي يتم بها تقييم المتسبب والمتضرر، وينبغي مناقشتها بعيداً عن الطريق الذي يجب أن يحظى المرور عبره بالأولوية القصوى.
ثم إن هناك عادات وسلوكيات ترتبط بتلك المواقف تسهم في تأجيجها، منها ظاهرة حب الاطلاع أو الفضول التي يمارسها بعض السائقين عند مرورهم بحادث ما أو سيارة معطلة أو متوقفة أو سيارات طوارئ، حيث يدفعهم الفضول السلبي إلى تأخير الحركة أو التوقف جانباً لمعرفة التفاصيل، إضافة إلى ظاهرة الجدال التي تحدث عند طرفي الحادث ومحاولة كل منهما إلقاء اللوم على الآخر وتطور ذلك إلى شجار أو اعتداء لفظي قد يشكل خطورة أكثر من أضرار الحادث البسيط نفسه الذي ستتولاه شركات التأمين وفق الإجراءات المعمول بها.
للأسف فإن هذه الممارسة وكما أشارت شرطة أبوظبي هي خطأ شائع يرتكبه بعض السائقين عقب تعرضهم لحوادث مرورية بسيطة، إذ لا يحركون مركباتهم خارج الطريق، ويعرقلون حركة السير والمرور، ما يوقعهم في مخالفة بقيمة 1000 درهم وست نقاط مرورية، وأكدت أن تحريك المركبات من الطريق في حالات الحوادث المرورية البسيطة لا يؤثر في تحديد المتسبب في الحادث، وأن عملية التخطيط تتم من خلال أنظمة دقيقة تحدد المتسبب في الحادث، وأن هناك إلزامية لتحريك المركبات عند وقوع حوادث مرورية بسيطة أو أعطال أو انفجار الإطار، خارج الطريق إلى أقرب مكان آمن، وطلب المساعدة لعدم عرقلة حركة السير.
كما أن ترك المركبات المتسببة في الحوادث المرورية البسيطة والمركبات المعطلة أو تبديل الإطارات على مسارات الطرق يعرض قائديها لحوادث الدهس، ومخاطر وقوع الحوادث المرورية التي تحدث بسبب عدم انتباه الآخرين أو تقديرهم للأمور، لذلك فإن الإجراء الأوّلي هو عدم عرقلة الطريق وترك عملية حسم المتسبب والمتضرر للمختصين وعدم الدخول في جدال أو نقاش ترافقه عصبية غير محمودة العواقب.
علينا اليوم أن نكون أكثر مواكبة لما يجري حولنا ومتابعة للمستجدات خاصة المرورية والقانونية منها، حرصاً على سلامتنا وسلامة الآخرين والحفاظ على الحقوق وتوفير بيئة آمنة للجميع.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







