نشاط الصيف

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

جاء الصيف بأيامه ذات ساعات النهار الطويلة ووقت الليل القصير، لحكمة كبيرة لعلها فرصة لنشاط الفرد بالنهار وارتباطه ببيئة ما، وأهمية ممارسة الأنشطة بأنواعها المختلفة الرياضية والثقافية والاجتماعية والترفيهية، وليس شرطاً أن يكون تحت الشمس مباشرة، إلا أن الانشغال بالهوايات والنشاطات يدخل الاستقرار والسعادة ويفرغ طاقات الفرد بتلك الأنشطة مما يجعله أكثر إيجابية واندماجاً في محيطه.
ولعل الأغلبية تخصص أشهر الصيف للسفر، إلا أن ذلك لا يمنع أن تُمارس الاهتمامات الأخرى أو بالأحرى الأنشطة المختلفة كزيارة الأماكن الجديدة، والتعرف إلى مناطق لأول مرة، أو ممارسة رياضة وهواية جديدة أو حضور ورش ودورات لمواضيع لم تمر عليك من قبل، والإبحار في أجواء لم تألفها قط أياً كان نوعها، فتلك الفرص تجدد الحياة وتعطيك اندفاعة نوعية للأمام، لذا لا ترفض أياً من تلك الفرص التي تأتي في طريقك وتأكد أنها في وقتها تماماً.
واغتنم فصول السنة كلها، ولعل الحكمة في الوقت الطويل وارتفاع درجات الحرارة لنضوج الثمر وخاصة الرطب، الفاكهة المحلية التي كان أجدادنا يعتمدون عليها في مأكلهم وقوتهم اليومي، فقد كانت النخلة رأس مال غالي الثمن وقتها، ومازالت ذات قيمة معنوية وغذائية كبيرة على المائدة، وتلك الحركة التي أنشدها للجميع بمثابة عملية تُجاري نضوج الثمار بنضوج للفكر والعقل وتغير الحال إلى أفضل حد ممكن، من خلال عملية الحركة والنضوج.
ومجاراة المواسم في الصيف حركة ونشاط وفي الخريف التخلي عن أفكار وعادات لم تعد تفيدنا، وفــي الشتاء البيــات والسكــون لهــدوء البال، وفــي الربيــع الازدهار وقطف الأزهار اليانعة، وهكذا دواليك لنكن فــي تغييــر مستمــر يبعـــدك عــن الملــل والروتيــن القاتل، ويخفف عنك هموم الحياة ويزيد من فرص تغلبك على التحديات التي تواجهك، فليس أقسى على المرء من الفراغ وحين لا تجد شيئاً يغير من روتين حياتك.
فهيا نبحر في صيفنا ونجاري حركة النضوج، لنتخلى بعدها بالخريف عن كل ما يبعدنا عن أهدافنا، لنسكن في شتاءنا الدافئ، ونزدهر في ربيعنا الجميل، ولتكن حياتنا مميزة في فصولها الأربعة، ونجعل وطننا أجمل مكان ينتسب إليه الأفراد الإيجابيون الذين ينقلون العدوى المفعمة بالحيوية لمحيطهم وتكبر دائرة الإبداع والابتكار وتمتد لأقصى مدى.

[email protected]

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"