احتيال لا يتوقف

01:12 صباحا
قراءة دقيقتين

في عالم الذكاء الاصطناعي و«التزييف العميق» في مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بات لزاماً على المستخدم أن يواكب هذه الطفرة بتعزيز معلوماته ومتابعة المستجدات والتدقيق في كل العروض والفرص والخصومات وعمليات الشراء فبين تفاصيلها شراك منصوبة تتغير وتتبدل أشكالها ومواقعها كل دقيقة تبحث عن المتسرعين أو أصحاب البحث عن الصفقات الوهمية ليقعوا فيها وتذهب أموالهم أدراج الرياح.
حتى من يصنف نفسه خبيراً تقنياً أو ملمّاً بتلك التفاصيل قد يقع ضحية هذا النصب المنظم في ظل التقدم الكبير الذي ينتهجه المحتال والذي يستغل المواسم والاهتمامات ولا يفرّق بين ترويج عملات رقمية وبيع أضاحي العيد وتوفير عاملات منزل بنصف قيمة الاستقدام؛ بل تجاوزت الأمور كل الحدود لتصل إلى إلغاء أو تخفيض المخالفات المرورية وربما أمور أخرى غير قانونية، لكن وبكل أسف تجد من يقع ضحية لها والسبب افتقاد الخبرة والمعرفة والتسرّع وربما الطمع الذي يجعلك على تسليم نفسك للنصّاب والمحتال.
جديد النصب هذه المرة يتعلق بالخصومات؛ وهو ما حذرت منه شرطة دبي عبر مركز مكافحة الاحتيال بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، وهي جرائم يُنفذها مُحتالون تحت ستار عروض «الخصومات»، وذلك على مُنتجات مُختلفة، سواء مواد غذائية أو مطاعم أو حجز مُنتجعات وغيرها وهي للأسف رائجة بسبب رغبة البعض في الحصول على صفقات رابحة بالنسبة لهم وفي ذروة الرغبة يغيب التحوط والشك ومراجعة التفاصيل.
شرطة دبي دعت ضمن حملتها المستمرة «كن واعياً للاحتيال»، إلى ضرورة توخي الحيطة والحذر من هذه الإعلانات، عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات المهمة لتفادي الوقوع ضحية للمُحتالين الذين يستخدمون هذا الأسلوب الإجرامي، أولها تجنب العروض المغرية وغير المنطقية، وعدم فتح روابطها أو إعادة نشرها للآخرين حيث يُمكن التحقق من مصداقية الإعلان عبر مراجعة حساب الناشر له، والتحقق فيما إذا كان موثقاً أم لا، وله تاريخ سابق وطويل في النشر، وهل ينشر بانتظام أم تم إنشاؤه فقط لنشر هذا الإعلان الاحتيالي فقط وكذلك مراجعة تقييمات أو تجارب سابقة للمُستخدمين، وتعليقات المتابعين.
ثمة جوانب أخرى يمكن التدقيق عليها مثل اللغة المستخدمة في الصياغة والاتصال قبل الشراء إلى جانب عدم الضغط على الروابط المشبوهة وعدم إرسال رقم الهوية أو بطاقة الائتمان أو رمز التحقق والتعاون في الإبلاغ عن كل إعلان مشبوه أو محاولة احتيال، وذلك لحماية الآخرين منهم وإتاحة الفرصة للجهات المختصة لمتابعته والقبض على كل من يقف خلفه مع التأكيد على متابعة المستجدات والتثقف في مجال التقنيات وأساليب الاحتيال من خلال متابعة تحذيرات أجهزة الشرطة المستمرة في هذا الخصوص.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"