عادي
سكانها سعداء بتحولها إلى مدينة حديثة

مِزيد.. تاريخ مصبوغ باهتمام الحاضر

04:59 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: محمد الفاتح عابدين

تعتبر منطقة مزيد من المناطق الهامة في مدينة العين، حيث تعد آخر المناطق السكنية من الجهة الشرقية لإمارة أبوظبي ويقطن فيها أكثر من 5000 نسمة وتشهد المنطقة الحدودية مع سلطنة عمان ازدهاراً ملموساً في شتى الجوانب المعيشية كما يجري العمل في مشاريع تطوير البنية التحتية على قدم وساق بهدف تحقيق رؤية القيادة وتحقيق الاستقرار لسكان المناطق البعيدة.
خلال جولتنا في المنطقة رصدت عدستنا جانباً من الاهتمام الذي توليه قيادتنا الرشيدة لأبناء شعبها لاسيما الذين يعيشون في المناطق البعيدة من المدن الرئيسية رغبة منها في التسهيل على المواطنين والمقيمين فيها.
وبالرغم من أن مزيد تبعد عن مدينة العين أكثر من 35 كيلومتراً إلا أننا رصدنا فيها الكثير من مقومات المدن الحديثة وهو ما يعكس حجم الجهد الذي تبذله بلدية العين من أجل رفد تلك المناطق باحتياجات قاطنيها وهذا ما تم رصده بدقة تامة منذ أن توجهنا إلى المنطقة حيث قابلنا مركز «بوادي» التجاري الذي يضم أكثر من ٢٠٠ محل تجاري وهو المركز التجاري الأكبر على مستوى المدينة ويرتاده يومياً أكثر من خمسة آلاف متسوق وملحق به سوق كبيرة للمواشي والأعلاف ومسلخ كبير ومجهز للتعامل مع جميع أنواع الماشية وفق المعايير الصحية المتبعة إضافة إلى فندق من فنادق ال5 نجوم.
وما أن تجاوزنا المركز التجاري الأول حتى وجدنا الآخر الذي صمم لتوفير مستلزمات الأسر بشتى أنواعها وبه دار سينما وعدد من المرافق الخدمية.
وعند أول مدخل منطقة مزيد رصدنا المناطق السكنية التي تخدمها مئات الأمتار من الشوارع الداخلية المضاءة كما يوجد في المنطقة عدد من المدارس الجديدة التي نفذها مجلس أبوظبي للتعليم ضمن مشروع مدارس المستقبل.
وتحتوي المنطقة على حديقة عامة كبيرة مرفق بها عدد من الملاعب الرياضية المتعددة الأغراض إلى جانب حديقة صغيرة تخدم سكان الأحياء.
خلال جولتنا في المنطقة التقينا الأهالي والسكان الذين بدوا سعيدين بما آل إليه حال منطقتهم وأعربوا عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي بذلتها القيادة ولا زالت تبذلها من أجل تحقيق الرفاهية لشعبها أينما كانت منطقته السكنية حيث عايش معظمهم الطفرة التي شهدتها الخدمات بكافة أوجهها مطالبين ببعض المطالب التكميلية التي تضيف مزيداً من اللمسات الجمالية للصورة المشرقة للمنطقة.

منطقة حيوية

وقال عبد العزيز البلوشي، موظف، إن منطقة مزيد تعد من مناطق العين الحيوية والهامة باعتبارها منطقة حدودية مع الشقيقة سلطنة عمان وهي من المناطق التي تشهد خدمات نوعية تقدمها القيادة من أجل تحقيق الاستقرار لأبناء شعبها، مضيفاً أن المنطقة شهدت الكثير من المشاريع الهامة خلال الأعوام السابقة والتي تضمنت عدداً من المشاريع السكنية ومشاريع الطرق لاسيما الداخلية وأصبحت المنطقة مضاءة بالكامل.
وطالب بإيجاد حل لشارع مزيد العين وقال بعد افتتاح سوق المواشي والأعلاف في المنطقة، ومركز تجاري يستقطب أهالي المدينة والدول المجاورة إضافة إلى الامتداد العمراني الذي من الطبيعي أن تصاحبه كثافة سكانية، باعتبار أن الشارع يخدم أهالي مزيد والظاهر وأم غافة ويتواجد فيها مصنع وأيضاً شركات ومخازن وكنائس ومحطة فحص للشاحنات والباصات إضافة إلى أنه يعتبر طريقاً دولياً لزوار المدينة من سلطنة عمان.
وتستدعي أوضاع الطريق الالتفات من قبل بلدية العين للشارع الذي يصل طوله إلى حوالي 30 كيلومتراً، ويتواجد فيه تقاطعان ضوئيان متقاربان ومتتاليان يؤدي الأول إلى سوق المواشي، والثاني إلى المركز التجاري، مما ينتج عنه وقوع حوادث مرورية خاصة في الإجازات وأوقات الذروة التي يشهد خلالها الشارع كثافة مرورية عالية جداً بات الوضع بحاجة إلى البحث عن حلول من شأنها تخفيف الضغط على الشارع الذي تستخدمه آلاف المركبات يومياً ما يتسبب في وقوع تلك الحوادث والازدحام الشديد مقترحاً إضافة مزيد من المسارات على الطريق الحالي.

مراكز التسوق

وتؤكد أم حمد وهي ربة منزل أن منطقة مزيد شهدت خلال الفترة الماضية الكثير من التحولات التي رفعت من مستوى معيشة الأهالي والسكان فيها بعد أن كانوا يعانون الكثير من أجل توفير مستلزماتهم وقالت في الماضي كنا نضطر إلى التوجه لمدينة العين من أجل شراء مستلزمات واحتياجات المنزل بينما الآن لدينا في المنطقة واحد من أكبر مراكز التسوق على مستوى مدينة العين بل إن الآية انقلبت مؤخراً وأصبح أهالي وسكان مدينة العين يأتون للتسوق من منطقتنا وأضافت أن الأوضاع اختلفت بشكل كبير وتحولت مزيد إلى منطقة سكنية تحظى بكافة مقومات المدن العصرية وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي أزالت عن الأهالي والسكان الكثير من الهموم جراء نقص الخدمات.

الخدمات المتممة

ويتحدث مبارك راشد المعمري وهو موظف متقاعد عن الوضع الحالي لمنطقة مزيد ويقول إن جميع الخدمات التي يحتاج إليها المواطن متوفرة بالقرب منه ويوضح أن مركز خدمة العملاء التابع لبلدية العين به فروع لمعظم الدوائر الحكومية والتي كان يتطلب إجراء معاملة واحدة من خلالها يوم عمل كاملاً إلى جانب التفرغ التام إلى حين إنجاز المعاملة بينما الآن يمكن من خلال المركز إجراء الكثير من المعاملات في آن واحد وتحت سقف واحد وهو الأمر الذي لابد من الإشادة به والنظر إليه بتقدير تام.
ويؤكد أن المنطقة باتت تحتوي على غالبية الخدمات الضرورية والأساسية وهي بحاجة إلى بعض الخدمات المتممة والتكميلية حتى تكمل جماليات الصورة مثل تنفيذ عدد من عمليات الصيانة للمساكن الشعبية القديمة في الحي الأول حيث إن الكثير من تلك المساكن بحاجة إلى صيانة مع طول فترة عمرها وزيادة أعداد القاطنين فيها.

قلعة مزيد

تقع قلعة مزيد على سفح جبل حفيت في العين وقد تم ترميمها حتى يتسنى للزوار التعرف إلى إحدى أكبر القلاع في المنطقة. وتمكِّن أبراج القلعة الشاهقة الزوار من التمتع بالمنظر الرائع لمزارع النخيل والسهل الشرقي.
يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن التاسع عشر، غير أن لا أحد يعلم حتى الآن من قام ببنائها. يمتد البناء المستطيل الشكل على مساحة تقارب 3600 متر مربع وهو محاط بأبراج مراقبة مرتفعة أسطوانية الشكل على ثلاث زوايا. وتحيط بالساحة التي توجد فيها مزرعة نخيل أكثر من أربعين غرفة مبنية من الداخل وبها متاريس بارتفاع أربعة أمتار. وقد أسهمت مخازن القلعة ومساحتها الكبيرة بشكل فعَّال في استيعاب وتقديم الدعم للجيش وتوفير المأوى للعائلات في المنطقة خلال أوقات الحصار. هذا إضافة إلى أنها كانت مقراً للاجتماعات العامة.
وتعلو الأبراج فتحات لإطلاق النار وشرفات مثلثة الشكل مع فسحات نظامية وثغرات تم إدراجها بالجدران، مما يجعل من قلعة مزيد أحد أكثر المباني المحصنة في دولة الإمارات.
لم تحافظ عملية ترميم قلعة مزيد على مزرعة النخيل فحسب وإنما حافظت على الانطباع الحقيقي لفن العمارة عبر استخدامها للطوب الطيني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"