طريق الهلاك

02:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
كتب: أمير السني

نشأ (س. خ) في دلال وسط أسرته، كان يكثر الطلبات من والديه ويصر على تلبيه رغبته، ويجد دائماً الموافقة منهما إرضاء له، فهو آخر العنقود وقد وجد الحفاوة والاهتمام الزائد من الجميع، ما أسهم في تكوين شخصية كثيرة الطلب تتسم بالنهم وعدم إشباع الرغبة، ويتحول إلى شخصية مغايرة في حال عدم إجابة طلبه، حيث يغضب ويحاول أن يعبر عن ذلك بالصراخ في المنزل وتكسير ما يجده أمامه، وكان كثير الهرج لا يهتم بدراسته ولا ينتبه إلى شرح المعلم في الفصل الدراسي، ويكثر اللعب في فناء المدرسة، وقد صاحب شلة من الطلاب المشاغبين الذين لا يرغبون في الدراسة أيضاً، وإنما يكثرون من اللعب وعمل المقالب في الآخرين، وكانت الشلة تلتقي مساء في منزل (س.خ) يتسامرون ويمارسون الألعاب الإلكترونية، وأحياناً يخرجون إلى المقاهي لتعاطي الشيشة وبعدها يعود (س.خ) إلى منزله في وقت متأخر من الليل، وحينما يسأله والده عن سبب التأخير يصرخ ويعترض على كثرة الأسئلة فيهدئ والده من غضبه، ويخبره بأن الأفضل له أن يجلس ويذاكر من أجل مستقبله، لكنه لا يلتفت إلى نصائح والده ويصر على أن يعيش حياة الفوضى وعدم الاكتراث للدراسة، وكانت النتيجة أن تدهور مستواه الدراسي، وصار يذهب إلى المدرسة من أجل لقاء زملائه واللعب معهم ولم يكن يهتم بالواجبات المدرسية.
لم يستطع والدا (س.خ) أن يغيرا طريقته ويجعلاه شاباً مجتهداً في دروسه يملك نظرة مستقبلية وطموحاً لدخول الجامعة ونيل الدرجات العلمية، وأن يصبح مهندساً أو طبيباً، بل إنه انحرف نحو أصدقاء السوء والسهر معهم وتعاطي المواد المخدرة التي كانت في البداية عبارة عن حبوب تجعله كسولاً يهرب من المدرسة، ليعيش حياته التي اختارها وهي تعاطي المخدرات التي جرفت العديد من الشباب إلى الهاوية، وأودت بهم إلى التهلكة وضاع مستقبلهم بسببها.
صار والدا (س.خ) في حيرة من أمر ابنهما، وحاولا جاهدين أن يصلحا حاله لكنه كان يزداد عناداً فوق عناده ولا يلتفت إلى نصائحهما.
في أحد الأيام ذهب (س.خ) برفقة أصدقائه إلى شقة استأجرها أحدهم، وجلسوا يتسامرون ويتعاطون الحبوب المخدرة، وأخرج أحدهم من حقيبته نوعاً جديداً من المواد المخدرة يسمى «الكريستال» وطلب من (س.خ) تجربته فخاف في بداية الأمر، لكنه استجاب لإغراء صديقه وفتح ذارعه اليمنى وربط صديقه شريطاً في وسط ذراع (س.خ) وحقنه بالمادة المخدرة، وبعدها شعر (س.خ) شعوراً غريباً يختلف عن شعوره بعد تعاطيه المواد المخدرة السابق، وجعلته المادة المخدرة الجديدة ينسى كل شيء حوله ويعيش حالة من الاسترخاء تنسيه أحاديث والديه المتكررة ونصائحهما له بالعدول عن طريق الانحراف الذي يسلكه.
تكررت التجربة مرات عديدة ولم يكن (س.خ) يدرك أن الشقة باتت موضع مراقبة من أفراد إدارة مكافحة المخدرات التي علمت بالأمر، وبدأت في متابعة أولئك الشباب الذين يوجدون بصورة متكررة في تلك الشقة، وبعد التأكد من أن هناك نشاطاً مشبوهاً يمارسه عدد من الشباب في ذلك المكان داهم فريق إدارة مكافحة المخدرات الشقة وقبض على جميع الموجودين فيها وضمنهم (س.خ) وتم تحويلهم إلى النيابة العامة التي أمرت بعرضهم على مركز الأمل الطبي لفحص عينات البول التي أثبتت وجود مواد مخدرة في عينات المتهمين، وتم إحالتهم جميعاً إلى المحكمة التي قضت بمعاقبتهم بالسجن 5 سنوات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"