حصة سيف
مشاركة الأهالي والمناطق بيوم العلم بشكل جماعي، أبرز ما يعزز الهوية الوطنية والانتماء والافتخار بالوطن ومناسباته العزيزة على القلوب، وأبرز ما تنبهج له الأسارير وتسر له الأعين، تجهيز المناطق بالأعلام على طول طرقها ترفرف خفاقة، يخفق لها القلب قبل العين، فشكرًا لكل من ساهم بإشعال تلك المشاعر الوطنية في أخفاق قلوبنا وطنية وحبًا.
ومن رأس الدارة في رأس الخيمة الى السلع في أبوظبي، عدة مناطق على طول الخريطة الجغرافية للوطن احتفل أهاليها بحس وطني نابض، اجتمع فيه الأهالي ونظموا ووزعوا المهام بينهم، لتعليق الأعلام وإقامة الترتيبات اللازمة من أجل إظهار مناطقهم في أحلى حلة وطنية في يوم العلم، وفي منطقة الحيل تحديدًا في رأس الخيمة لم ينس أهاليها شهيد العلم في منطقتهم المواطن محمد زيد الذي توفي في حادثة تعليق العلم في أعلى منزله وسقط أثناء تلك اللحظات قبل سبع سنوات، وكان تكريم أسرته بدرع تذكارية أبرز محطات الاحتفاء بيوم العلم أمس، تقديرًا لوطنية الشهيد الخمسيني الذي حرص على تعليق العلم بنفسه رحمه الله، وتخليدًا لذكرى وفاته.
تلك الفعاليات المجتمعية التي تقدم رسائل زاخرة بالحس الوطني بالتفاف الشعب مع قيادته في حب الوطن، تعزز الانتماء وترسخ الهوية الوطنية، ولم يقتصر الاحتفاء برفع العلم على الجهات الحكومية وعلى منازل الأهالي وعلى شوارع المناطق، بل نظم أبناء المدارس لوحات وطنية بدعم من طاقم مدرسيهم وأمهاتهم وذويهم، ليقدموا كلمات نابضة في حب الوطن في يوم العلم، إلا أن ما يكدر الخاطر أن بعض المدارس الخاصة لم تشر لتلك المناسبة ولو عرضًا، ابتدأ اليوم وانتهى دون ذكر لمناسبة يوم العلم، خاصة في بعض المدارس الخاصة للطلبة الصغار، فمنذ الطفولة لابد أن تضخ الوطنية في الأبناء، ويحتفوا بعلمهم ويقدروا تلك المناسبات التي تدخل البهجة في قلوبهم، وعدم تفاعل المدارس يحرم شريحة كبيرة من الطلبة المواطنين الدارسين فيها من تلك الفعاليات الوطنية.
يمكن أن يغطى ذلك الخلل بتذكير أولياء الأمور إدارات المدارس، أو الاحتفاء برفع العلم في المنازل، وبذلك لن تضيع تلك المناسبة من ذاكرة الطلبة وترسخ على مدى السنوات، لتعطيهم دافعاً وطنياً لخدمة الوطن لا برفع العلم فقط بل برفعه من خلال الإنجاز والتميز الذي يرفع فيه علم الدولة نسبة لإنجاز الفرد ذاته، والاحتفال الأسري له وقع كبير على نفوس الصغار، وشكرًا لكل الأسر التي احتفت بيوم العلم.
[email protected]
