عادي

الأعاصير القوية وراء تكدس جيف الطيور البحرية

23:57 مساء
قراءة دقيقتين
طائرا بفن

في كل شتاء، تتكدس آلاف جيف الطيور البحرية على السواحل الأمريكية والأوروبية للمحيط الأطلسي في ظروف غامضة، غير أن دراسة حديثة كشفت المسؤول عن هذه الظاهرة، وهي الأعاصير القوية جدا التي تصعّب على هذه الطيور تأمين القوت وتجعلها تنفق من الجوع.

تترك طيور البفن والمور الشائع أماكن تعشيشها في القطب الشمالي كل عام لتمضية الشتاء في الجنوب، قبالة نيوفاوندلاند أو آيسلندا أو النرويج، في وسط المحيط الأطلسي الشمالي.

ووجدت هذه الطيور ظروفاً أكثر اعتدالًا هناك: درجات حرارة أقل برودة، ووفرة في الموارد الغذائية، لكن الأمور ليست كلها وردية هناك؛ إذ تقع هذه المناطق شتاء على طريق الأعاصير عالية الكثافة التي يمكن أن تستمر أياماً عدة.

ويقول دافيد جريميليه مدير البحوث في المركز الوطني للبحث العلمي الذي نسّق الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «كارنت بايولوجي»: كنا نشك في أن هذه العواصف تقتل الطيور. لكن ما بقي غامضاً هو معرفة أين وكيف.

ولإجراء التحقيق، قرر فريق بحث دولي كبير تتبع خمسة أنواع آتية من 39 مستوطنة تحوي عينات من الطيور الموجودة في المحيط الأطلسي الشمالي بينها البفن الأطلسي والنورس الأسود الساق ونوعان من المور.

ووضع الباحثون على قوائم 1500 من هذه الطيور أجهزة إلكترونية لتحديد التموضع «جي إل إس» في مختلف مواقع التعشيش خلال الصيف، قبل أن تبدأ هجرتها الشتوية. وهذه الأدوات الفائقة الخفة أقل دقة من نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي اس»، وهي تستعين بدرجة صغيرة بالبطارية، لأنها تكتفي بقياس مستوى الضوء لتقدير طول اليوم واستنتاج خط العرض وخط الطول؛ حيث يطير الطائر.

وقالت مانون كليربو المعدة الرئيسية للدراسة من مركز البيئة الوظيفية والتطويرية في جامعة مونبلييه: إن «مستوى دقة تحديد الموقع يقرب من 200 كيلومتر»، وهو مقياس كاف لمتابعة الحركات الكبيرة للهجرة. ومن صيف إلى آخر، تمكن العلماء من استعادة معظم الإشارات التي وضعوها على الطيور العائدة إلى أعشاشها.

ومن خلال دراسة مساراتها على مدى عشر سنوات، إضافة إلى البيانات المناخية حول المنخفضات الشتوية، تمكن الباحثون من تحديد المناطق التي تواجه فيها الطيور الأعاصير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"