مارلين سلوم
لا يصحّ قول «الكتاب يُقرأ من عنوانه» على كل الكتب، ولا في كل الأوقات، فهناك من العناوين ما يشدّك ويثير فضولك، ثم تكتشف أن المضمون بعيد تماماً ولا يستحق عناء القراءة، بينما بعض العناوين تبدو باهتة، والمضمون ثرياً وتُرفع له القبعة؛ وهو ما ينطبق أيضاً على أي شيء، وأي عمل، وأي موقف نحكم عليه من نظرة، ومن عنوان أو مظهر، وقبل أن نتمهل لنعرف الجوهر.
هذا ما يحصل الآن مع مسلسل #بطلوع_الروح الذي تعرّض لحملة شرسة على «السوشيال ميديا» منذ إطلاق الحملة الدعائية له، باعتباره من المسلسلات التي ستعرض في رمضان المقبل على «شاهد»، و«إم بي سي مصر».
من يقف خلف الحملة، ولماذا الحكم على المسلسل والمطالبة بمنع عرضه قبل أن نُشاهد ولو حلقة واحدة منه؟ من يقرأ ويسمع ما يقال عن المسلسل ويقرأ في المقابل بعض ما يصلنا عن مضمونه والقصة التي يتناولها والهدف من عرض هذا النوع من الأعمال، يفهم، ويحصل على الإجابة سريعاً، ويدرك أن المقصود من هذه الحملة ليس تشويه سمعة الفنانة إلهام شاهين، وإن كان المنتقدون قد خصّوها بجزء كبير من تعليقاتهم التي لم تخل من التجريح.
«بطلوع الروح» مسلسل يتناول الجماعات الإرهابية، وتحديداً تنظيم «داعش»، ويضم أسماء سبق أن قدمت أعمالاً جيدة مثل المخرجة كاملة أبو ذكري، والمؤلف محمد هشام عبية، والمنتج صادق الصبّاح، وتجسد فيه النجمة إلهام شاهين دور شخصية قيادية في التنظيم الإرهابي، تجنّد الفتيات للقتال وفي داخلها غلّ وشّر كبيران، كما تقول الفنانة؛ كذلك تشاركها البطولة منة شلبي وأحمد السعدني وعادل كرم، وممثلون من دول عربية وأوروبية.
لا يجوز الحكم على أي عمل درامي من الملصق، ولا من صورة، ولا من عنوانه، ولا حتى من مشهد مقتطع منه، فلماذا الاستعجال؟.
لن ندافع عن المسلسل لأننا ننتظر مشاهدته لنقيّمه، إنما ندافع عن حرية الإبداع، وعدم كمّ الأفواه، وعمّن يسعى إلى تقديم أعمال لها أهداف فكرية وتعرض واقعاً وتكشف حقائق، خصوصاً تلك الأعمال التي تعرّي الفكر الإرهابي وخبثه وكيفية بث سمومه في عقول الناس ومحاولاتها للتغلغل في المجتمعات وبث الذعر وإحلال الدمار في كل بلد آمن.