عادي
الفلاسي: تكامل الأدوار والمسؤوليات خطوة لحشد الطاقات الوطنية

المجلس التنسيقي للرياضة يقود الجهود للارتقاء بالواقع المحلي

20:49 مساء
قراءة 6 دقائق

اعتمد المجلس التنسيقي للرياضة خلال اجتماعه الثاني الذي عُقد برئاسة الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، رئيس الهيئة العامة للرياضة، رئيس المجلس، وحضره ممثلون عن جميع الجهات الحكومية المحلية والاتحادية ذات العضوية في المجلس، منظومة عمل متكاملة للقطاع الرياضي تُشكل خريطة عمل واضحة لتعزيز التكاتف والتعاون؛ بهدف الارتقاء بواقع الرياضة المحلية، والنهوض بالبنية التحتية الرياضية عالية المستوى التي تخدم إعداد وصناعة أبطال رياضيين متفوقين قارياً وعالمياً.

وأكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي خلال الاجتماع أهمية تعزيز مستوى التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية وحشد الطاقات الوطنية من أجل توفير أعلى جودة في مجال الرياضة، لتحقيق قفزة نوعية على مستوى الإنجازات قارياً وعالمياً، وتعزيز مكانة الدولة لتكون مركزاً رياضياً جاذباً على المستوى العالمي، وذلك انسجاماً مع توجيهات القيادة الحكيمة ورؤية «الإمارات 2071» الرامية إلى الاستثمار في شباب الدولة، وتجهيزهم بالمهارات والمعارف كي تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها.

وأشار إلى أن المجلس يعمل على تطوير القطاع الرياضي في الدولة من أجل اكتشاف المواهب وصقل مهاراتهم وإعداد كوادر وطنية متخصصة في الشأن الرياضي، عبر توفير كافة مقومات وشروط التميز من حيث البنى التحتية والكوادر التدريبية والرعاية الشاملة، لضمان مسيرة تطور متكاملة لصناعة أبطال أولمبيين، مبيناً أن منظومة العمل الرياضي تعمل في الوقت الحالي وفق رؤية طويلة الأمد تهدف إلى تنسيق الجهود بين الشركاء الاستراتيجيين والاتحادات الرياضية، وأصحاب الخبرة والكفاءات، وتوظيفها وفق صيغة عمل مشتركة، تساهم في ترسيخ حضور ومكانة الرياضة الإماراتية على خريطة التنافسية العالمية، بالإضافة إلى تطوير برامج لأجيال المستقبل تجعلهم قادرين على الوصول إلى منصات التتويج في كافة المنافسات الدولية، وتعزيز القوة الناعمة للدولة.

وأضاف: «دور المجلس يتوافق مع استراتيجية الهيئة القائمة على ثلاث ركائز أساسية هي الحوكمة والشراكة والإنجاز، وما لمسناه اليوم من جدية ورغبة حقيقة لدى جميع المشاركين في تقديم الدعم للنهوض بواقع الرياضة، يجسد مفهوم الشراكة الفاعلة والبنَّاءة التي تسهم في تحقيق تطلعاتنا خلال الأعوام المقبلة».

منظومة جهود متكاملة لتعزيز آفاق التعاون

وتتضمن منظومة العمل التي استعرضها المجلس تحديد الأدوار والمسؤوليات عبر توضيح المهام والواجبات المنوطة بكل جهة، وآليات تحقيق أعلى مستويات التناغم بين أعضاء المجلس، وتوضيح جوانب الدعم التي يمكن لكل جهة تقديمها، بما يعزز من مكانتها كشريك فاعل في تحقيق الأهداف المرجوة، كما جرى خلال الاجتماع استعراض الرياضات ذات الأولوية التي سيتم التركيز عليها خلال المرحلة المقبلة، وكيفية تنسيق الجهود بهدف تسريع الوصول إلى الإنجازات في هذه الرياضات خلال المنافسات المحلية والقارية.

البنية التحتية الرياضية.. ركيزة أساسية

وناقش المجلس كافة الجوانب ذات الصلة بالبنى التحتية الرياضية لجميع الألعاب، حيث تُعد المرافق والمنشآت عاملاً مهماً في صقل مهارات الرياضيين والارتقاء بقدراتهم. إذ تم الاتفاق على ضرورة قيام الجهات بتقديم كافة منشآتها ومضاميرها وإتاحتها أمام الرياضيين. وأبدى ممثلو الجهات استعدادهم التام لتوفير كل ما يلزم في هذا الخصوص لضمان مواصلة عملية صناعة الأبطال، ومساعدة الرياضيين الإماراتيين على تحقيق الإنجازات من خلال توفير كافة سبل ومقومات النجاح لهم.

التنسيق وتكامل الأدوار.. أدوار محورية وجهود للتنمية

وحدد المجلس الأدوار المنوطة بأعضاء المجلس التنسيقي المكلف من الهيئة العامة للرياضة والتي ستعمل على زيادة الجهود المختصة بتصميم السياسات، وصياغة التشريعات، وأحكام عمليات الرقابة المالية والإدارية، حيث سيتولى كلّ طرف تقديم الجهود بناء على ما يتناسب مع طبيعة عملهم وخبراتهم وإمكانياتهم لخدمة مسيرة الرياضة في الدولة، إذ حُدد الدور المطلوب من وزارة الداخلية المتمثل في إعداد ملف متكامل عن المرافق التي يمكن الاستفادة منها في تدريب الرياضيين في مسابقات مثل الرماية، والفروسية وغيرها، وإمكانية إعداد خطة عمل لتطوير مواهب منتسبيها في مجالات ذات صلة بطبيعة عملهم مثل الرماية، وألعاب القوى.

مرافق ومنشآت رياضية وجهود تنسيقية متكاملة

كما حدد المجلس الدور المطلوب من وزارة التربية والتعليم المتمثل في إعداد ملف متكامل بالصالات والملاعب الموجودة في مدارس الدولة، مع تسليط الضوء على المدارس التي تحتاج إلى تطوير بنيتها التحتية في هذا المجال، وبحث سبل تطوير قاعدة بيانات شاملة تضم الطلاب الموهوبين في مختلف الرياضات، إضافة إلى العمل على تحديد معايير جديدة لاختيار مدرسي التربية الرياضية، ووضع مؤشرات أداء وتقارير دورية لطلاب المدارس.

أما وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فتضطلع بوضع قائمة بالتخصصات الرياضية الطبية في الدولة، والمراكز الطبية القادرة على التعامل مع مختلف إصابات الملاعب، وإعداد خطة لتعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية لتقديم خدمات علاجية وطبية للإصابات الرياضية. بينما يتمثل دور وزارة الخارجية والتعاون الدولي في التنسيق مع الاتحادات لوضع قائمة بالمناصب الدولية في الاتحادات والمجالس لشغل عضويتها أو ترؤسها بالتعاون مع الاتحادات، والاستفادة من علاقات الوزارة في حشد الدعم للمرشحين، إضافة إلى بحث آفاق تعزيز حضور الرياضة كجزء من القوة الناعمة لدولة الإمارات، وبناء جسور التواصل مع الدول الأخرى، والعمل على دعم ملفات ترشح الدولة لاستضافة البطولات العالمية والإقليمية، واستضافة مقرات الاتحادات.

ويتمثل دور وزارة الثقافة والشباب في تعزيز الثقافة الرياضية لدى الفئات الشبابية، وتوفير قاعدة بيانات مشتركة للوصول إلى شريحة الشباب ودعم المجلس في الحصول على آرائهم ورصد اهتماماتهم بما يتعلّق بالأمور الرياضية كافة وتحفيزهم على المساهمة الإيجابية في المجالات الرياضية. كما تضطلع الوزارة بتنظيم البعثات والفرق المصاحبة للمنتخبات الوطنية في مختلف الأحداث الرياضية الأولمبية والدولية، بما ينسجم مع الهوية الوطنية للدولة ويصب في إبراز المكانة الريادية التي تحظى بها دولة الإمارات على صعيد الرياضة. كما تتولى الوزارة الإشراف على الإجراءات اللوجستية المتعلّقة بتجهيز الأبطال ممن سيرفعون راية الدولة في طوابير الافتتاح والختام بما يعكس ريادة وعراقة الدولة. إلى ذلك، تساهم وزارة الثقافة والشباب في دعم جهود المجلس لتطوير الرياضات التراثية والمجتمعية في الدولة بما يبرز الثقافة الرياضية المتميزة لدولة الإمارات عالمياً.

رياضة النخبة والمستوى العالي

وتناول الاجتماع الحديث عن اختصاصات «لجنة الإمارات لرياضة النخبة والمستوى العالي» التابعة للهيئة العامة للرياضة، والتي تعتبر ركيزة استراتيجية تجسّد رؤية المجلس للنهوض بواقع الرياضة المحلية، ورعاية الرياضيين المتميّزين والرياضات ذات الأولوية، حيث تعنى اللجنة بالإشراف الفنّي على الاتحادات ذات الأولوية، والتواصل المباشر ورعاية الرياضيين ذوي الأولوية، والتنسيق المستمر مع اللجنة الأولمبية الوطنية، والتي ستقدّم أربع فئات من الدعم لاتحادات الرياضات ذوي الأولوية وهي «الدعم الاستراتيجي» التي تسعى من خلاله لدعم تطوير المتطلبات الاستراتيجية وتصميم برامج تنمية المواهب بما فيها التدريب الخارجي وهيكلة المنافسات بناء على الفئات العمرية، إلى جانب وضع استراتيجية الاتحاد التي توضح الخطوط الأساسية لآلية العمل.

وتختص الفئة الثانية «الدعم المالي» في اعتماد زيادة التمويل بما يخدم التمكين وتنفيذ مهام اللجنة وإدخال عملية تخصيص التمويل على أساس الأداء، مما يسمح للاتحادات عالية الأداء بزيادة تمويلها في المستقبل، أما الفئة الثالثة وهي «الدعم الفني» التي ستتولى عملية دعم موظفي الاتحادات وتهيئتهم ليكونوا قادرين على تنمية المواهب من قبل الطاقم الفنية التابع للجنة، إلى جانب الإشراف على برامج تنمية المواهب وتطوير مهارات المدربين في الاتحادات، وتوفير الدعم الفنيّ للاتحادات الرياضية لتكون قادرة على وضع خطط واستراتيجيات لتحديد واستقطاب الكفاءات ذات التأثر بما يتعلّق بالأجهزة الفنية من مديري ومدربين إلى جانب تنفيذ عمليات تقييم أداء للموظفين وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة.

دعم وتمويل.. إسناد يخدم تطوير الرياضة المحلية

وستقدم «لجنة الإمارات لرياضة النخبة والمستوى العالي» بناءً على خططها حزم تمويلية مباشرة لدعم التدريبات، وسترصد اللجنة مكافآت مالية شهرية للرياضيين النخبة، إلى جانب إتاحة الفرصة نحو مشاركة اللاعبين في برامج متخصصة وإشراكهم في البعثات التدريبية الخارجية وتوفير التأمينات الطبية ومختلف المتطلبات الأخرى.

كما تختص الهيئة ضمن إطار اللجنة في صياغة السياسات الرياضية الشاملة، والإشراف المالي، والإداري، فيما تلعب اللجنة الأولمبية دوراً في التمثيل الدولي في الألعاب متعددة التخصصات، وتوطيد العلاقات الدولية بين مختلف الأطراف، فيما ستتولى اللجنة إشراك نخبة من اللاعبين ذوي المستويات العالية، وأصحاب الاستحقاقات مدعّمة بحزمة من الإرشادات والمعايير الواضحة بما يتعلّق بالمشاركة التي تقود نحو تصميم مشروع صناعة البطل الأولمبي عبر تمكينها من وضع آليات اكتشاف المواهب الرياضية التي تقود لصناعة الأبطال بالتعاون مع الجهات الأعضاء في المجلس.

وتضطلع اللجنة الأولمبية الوطنية بدراسة ووضع الخطة الخاصة بمشروع البطل الإماراتي الأولمبي بالتعاون مع الجهات الموجودة في المجلس، والعمل على وضع آليات لاكتشاف المواهب في سن مبكرة، واختيار الألعاب الأولمبية التي يمكنهم المنافسة فيها، فيما يتمثل دور المجالس الرياضية في كل إمارة في دراسة إمكانية وضع خطة متكاملة بالفعاليات والمبادرات الخاصة بكل مجلس، ودورها في تعزيز حضور دولة الإمارات، وإمكانية استعراض الخطط المستقبلية الخاصة بتطوير الرياضة في الإمارة.

ويذكر بأن المجلس التنسيقي للرياضة برئاسة الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، يضم في عضويته ست وزارات، إضافة إلى مجالس الرياضة وممثلين عن المجالس التنفيذية. ويهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل الاستراتيجي بين كافة المؤسسات والمجالس الرياضية والمجالس التنفيذية في الدولة، بما يضمن تنفيذ المبادرات المشتركة ويعزز من مكانة الدولة الرياضية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"