ممدوح عدوان تحت شجرة (غاف)

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

سعدت باستضافتي، أمس الأول، وتحت وابل من المطر، من جانب دار النشر (غاف) في القوز في دبي، تأسست (غاف) عام ٢٠٢١، وأسسها عفراء محمود، وبدور البدور، وأميرة بنت كدرة، وأصدرت الدار حتى الآن ٢٤ عنواناً لإماراتيين وعرب وأجانب.

تحدثت مع زملاء آخرين عن تجربة ممدوح عدوان، ويخطئ من يقول إن لممدوح عدوان تجربة واحدة، فهو مجموعة تجارب. ظاهرة ثقافية عربية وحده، أقرب إلى توصيفها بِ «المؤسسة».

دار (غاف) للنشر في دبي بهذا النشاط حول ممدوح عدوان تؤكد فكرة صناعة الكتاب إلى جانب صناعة الثقافة، وحين تستعيد الدار ممدوح عدوان، فهي تستعيد مرحلة ثقافية عربية بأكملها في بلاد الشام على وجه الخصوص من ستينيات أو نهاية ستينيات القرن العشرين وإلى رحيل صاحب «الظل الأخضر» في العام ٢٠٠٤.

دار (غاف) أيضاً طرحت في سنوات قليلة عناوين عربية وإماراتية من المهم العودة إلى قراءتها في أوقات قادمة لإعطائها حقّها من المراجعة، بل، والاحتفاء بها من جديد ونحن نؤشر على أسماء بعينها راسخة في الذاكرة الثقافية الإماراتية، وأقرب مثال بين يديّ الآن كتاب «في موكب الحب والحياة» وهو ديوان الشاعر الراحل محمد خليفة بن حاضر، الشاعر الوطني الإماراتي والعروبي المجددّ في قصيدة العمود الخليلي التي كان يكتبها بحرفية الشاعر العارف بتاريخ ثقافة القصيدة العربية، ووزنها، وبحورها، وإيقاعاتها الموسيقية ذات الأطياف العروضية المتعددّة. أكثر من شكر يتوجب توجيهه إلى (غاف) دار النشر الإماراتية المملوكة لشاعرات أو كاتبات إماراتيات شابات على درجة عالية من الثقافة الرفيعة. في أمسية ممدوح عدوان في (غاف) تحدثت وتحدث غيري عن أكثر من ممدوح عدوان كما هو معروف لقارئ هذه السطور، ولعلّه، من باب التكرار القول إن ممدوح هو ممدوح الشاعر، والمسرحي، والمترجم، والناقد، والصحفي، والروائي، والمثقف الفكري، والقارئ للأديان والحضارات، والكاتب الدرامي للتلفزيون، وهو ممدوح عدوان أضيف إلى ممدوح عدوان صفة ملازمة له في كل صفاته وهي ممدوح المحب للحياة، الساخر، الكريم، دمشقي أصيل وهو يضحك ويملأ الحياة بالضحك كأنه مولود من فم أمه، وليس من رحمها.. ترجم ممدوح عدوان عن الإنجليزية، أي لغته الترجمانية الوسيطة، ولم يترجم هرمان هيسّه مثلاً عن الألمانية، كما ولم يترجم كازنتراكي (تقرير إلى غريكو) عن اليونانية، ولم يترجم جورجي آمادو عن الإسبانية، بل، ترجم كل هؤلاء وغيرهم العشرات من كتّاب العالم إلى العربية عن طريق الإنجليزية، وكان في كل عمله الترجماني هذا جادّاً، ومسؤولاً، ومثقفاً، وانتقائياً، وعروبياً سوريّاً مع ذاكرة وتاريخ بلاده.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/526u6skj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"