بصمة القائد

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

هل هناك ما يمكن للإنسان أن يضيفه على فعل الخير؟ وهل لأي لمسة أن تترك أثراً مختلفاً وبارزاً حين تقترن بفعل الخير؟ طبعاً ممكن، فحين أطلقت دولة الإمارات حملة «جسور الخير» ممثلة في هيئة الهلال الأحمر، والتي تعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع والمؤسسات الإنسانية والخيرية في الدولة، كان الهدف منها إغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، وقد تمكن الهلال الأحمر من دعوة الناس من كافة الفئات، أفراداً ومؤسسات، للتطوع والمساعدة في تعبئة الحزم الغذائية، وإعداد وتجهيز الطرود والصناديق من أجل إرسالها.. كثر لبّوا النداء، إنما البصمة الإضافية جاءت بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للحملة ويرافقه أبناؤه وأحفاده الذين شاركوا في تعبئة الحزم، وكتابة الكلمات التي تترك أثراً طيباً في نفوس من يتلقونها من المتضررين من الجانبين السوري والتركي، وترفع بلا شك معنوياتهم.
مشاركة رئيس الدولة وأسرته في العمل التطوعي من أجل تعبئة صناديق الإغاثة بالمواد الغذائية، هي دعم حقيقي لحملة «جسور الخير»، وحث مباشر لجميع العائلات وجميع الناس للتطوع ومد يد العون؛ إذ لا يكفي المشاركة من خلال إرسال المساعدات المادية أو العينية، بل ضروري أيضاً مساعدة فريق الهلال الأحمر؛ كي يتمكن من تجهيز الطرود وإعدادها بشكل جيد، حتى يتمكن من إرسالها إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين.
رئيس الدولة قدّم خير نموذج للأب الذي يحرص على زرع بذور الخير وحب عمل الخير وحب العطاء والمساعدة والتطوع في أبنائه وأحفاده، كما قدّم درساً جميلاً يشجع كل الآباء على التحرك ومرافقة عائلاتهم وأبنائهم للقيام برحلة ممتعة، رحلة تبعث في النفس السكينة والسعادة؛ إذ ليس هناك أفضل من عمل الخير والعطاء ليشعر المرء بالراحة النفسية وبأهمية مساعدة الآخرين، والتضامن مع كل محتاج، حتى لو كان يبعد عنه مسافات طويلة.
 1200 متطوع، بينهم الكبار والشباب وحتى الأطفال، اجتمعوا لتعبئة 9 آلاف طرد من الغذاء والملابس والمواد الصحية.. مشهد خيري يؤكد أن الدنيا «لسه بخير»، وأن لهفة الإنسان على عمل الخير والمساعدة ما زالت تشتعل وتقوى حين تختبرنا المحن وتقسو علينا الطبيعة بغضبها، كلٌّ ينتفض ويتطوع للدعم بالطريقة التي يقدر عليها أو يجدها مناسبة.
مرة جديدة يجسّد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد صورة القائد والقدوة، خير مثال يراه الشباب والأطفال وكل الناس أمام أعينهم، يتحرك بكل تواضع وعفوية، ويضع في أولوياته الإنسان والإنسانية.. وحين تكون قيادة الدولة على هذه الصورة، فلا يعود مستغرباً أن تتقدم سيدة ستينية مع 6 من أبنائها وأحفادها -أصغرهم في السادسة من العمر- إلى مقر مبنى «مبادلة أرينا» في أبوظبي؛ ليشاركوا متطوعين في حملة «جسور الخير».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2x597ms9

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"