حلمت منذ الطفولة أن ترد جميل الوطن، وتعمل بإخلاص في وظيفتها، وتجتهد وتتميز وتقدم أفضل ما لديها، وتضع بصمتها في مقر عملها، لكن بقى هذا الحلم مجرد حلم ولم يتحول إلى حقيقة، ولم يتجسد على أرض الواقع، فمازالت "أ.م" خريجة جامعية تخصص العلاقات العامة تبحث عن عمل.
بين التخرج والوظيفة، ما العمل؟ كثيرة هي التساؤلات التي تنتاب الشباب بمجرد تخرجهم، ويتسلل إلى قلوبهم القلق من المستقبل، فما بالك بالشاب الذي يقتله الانتظار لسنوات من أجل الحصول على وظيفة؟
تحتل قضية الباحثين عن عمل أولوية في الدولة، وتلك القضية لا تؤجل لأنها مرتبطة بحياة المواطن بالدرجة الأولى، ووجود باحث عن عمل يعني أن هناك شخصا يائسا، ونتيجة لذلك فهناك أسرة يائسة، وفي الإمارات وفي ظل القيادة الرشيدة فالسعادة والتفاؤل هما عنواننا.
أعداد الباحثين في الإمارات في حدودها الطبيعية الآمنة والمطمئنة سنويا، لكن وجود باحث واحد يعني أن هناك شابا اجتهد ودرس ويطمح للعمل ورد جميل الوطن، ويعني أن الأحلام والمتطلبات الحياتية لهذا الشاب قيد التمني، كلها مؤجلة حتى يجد فرصته في العمل.
أن يدرس الطالب ٦ سنوات ليكون طبيبا، فبالتأكيد أنه سيجد عملا، والمتعارف أننا مازلنا بحاجة إلى أطباء مواطنين، فهل يعقل أن يبقى الطبيب المواطن من دون عمل؟ وهل يعقل أن يستمر في البحث عن وظيفة لأكثر من ٥ سنوات؟ وهل يعقل أن مستشفياتنا الحكومية لا يوجد لديها شواغر للأطباء؟
