"جراب السح" خزانة التمر

05:25 صباحا
قراءة دقيقتين

إضافة إلى أن النخلة شجرة مباركة لأنها كانت مصدراً أساسياً للغذاء في حياة الإماراتيين وغيرهم من شعوب الخليج، كان العديد من الأدوات يصنع منها وعلى رأسها بيوت العريش التي كانوا يسكنونها خلال موسم القيظ عندما يشتد الحر أثناء تنقلهم إلى الواحات والمناطق المعتدلة .
ويعد "جراب السح" أو "يراب السح"، إحدى الأدوات المصنوعة المنبثقة من خوص أو سعف النخيل، وتمر بعدة مراحل إلى أن نحصل على الشكل المطلوب، فبعد إحضار الخوص يوضع في الماء إلى أن يصبح ليناً، ثم يعرض للشمس أيام عدة إلى أن يجف ويصبح جاهزاً لغزل جدائل طويلة منه، ثم تحاك بدءاً من قاع الجراب وصولاً إلى الفوهة حتى الحصول على سلة جاهزة لوضع التمر فيها وحفظها في مكان آمن . وكان المزارعون سابقاً يتقنون صناعة الجراب وينتجون أعداداً كبيرة منه .
وكان لجراب السح المملوء قيمة كبيرة لدى الإماراتيين منذ القدم، وكان مثل صمام الأمان الذي يحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء للبيت عندما يخرج الرجل أياماً بحثاً عن الرزق وهو مطمئن البال على أسرته . ولم يكن أهل الساحل يركبون البحر لرحلات الصيد والبحث عن اللؤلؤ، لو لم يوجد معهم تمر، لأنه لا يفسد على مر الأيام، وكان الشاب يقدم "جراب السح" مهراً، لذلك يشتري الإماراتيون حبة الرطب في وقت التباشير بمبلغ كبير، ليس من أجل البذخ والتفاخر بل لارتباطها بالهوية الوطنية .
وكما أن التمر مادة قابلة للحفظ، فإن الجراب المصنوع من خوص الشجرة نفسها تملك خصائص مشابهة تمكنها من المحافظة على صلاحيتها ومحتوياتها لأطول فترة كي يتمكن الناس من التزود بالتمر كقوت أساسي في البيت .
ورغم التطور الكبير الذي تشهده الإمارات فإن المحافظة على الموروث المحلي جزء لا يتجزأ من حاضرها، لذلك تبقى صناعة جراب السح مثل غيرها من المهن التقليدية لدى الجيل الجديد المحافظ على العادات والتقاليد .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"