عادي

ندوة تناقش رواية «أيام الزغنبوت» في اتحاد الكتاب

03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: علاء الدين محمود

استضاف منتدى السرد في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، أمس الأول، الصحفي والكاتب عصام أبو القاسم، لتقديم إضاءات حول رواية «أيام الزغنبوت»، للروائية الإماراتية مريم الغفلي، وهي الرواية التي حازت جائزة الإمارات للرواية عام 2017، وجاءت الأمسية حافلة بالنقاشات والمداخلات التي أثرت التعاطي مع الرواية.
قدمت الأمسية الروائية فتحية النمر، مشيرة إلى قيمة الرواية والمكانة التي احتلتها سريعاً في المشهد الروائي الإماراتي، وما أحدثته من نقلة كبيرة في السرد الإماراتي، حيث تتناول قضية الرق في المجتمعات القديمة، والآثار النفسية المترتبة عليه، مستعيدة أيام «الزغنبوت»، الذي يعني الذرة الحمراء، وهو نوع من الطعام يحمل دلالات العنت والضائقة في ذلك الزمان.
واستهل أبو القاسم حديثه بتناول الأجواء العامة للرواية، مقدماً إضاءة لبعض الأساليب السردية التي تضمنتها الرواية، مشيراً إلى تلك «الحوارية» التي سيطرت على أجواء الرواية والتي تفيض بالزمان، وهو الماضي الذي تبني من خلاله مريم الغفلي صورة للتاريخ السياسي والاجتماعي للخليج، على الرغم من أن الكاتبة لا تعطي فضاء مكانياً محدداً، إلا أن كل الدلالات السردية تشير نحو منطقة الخليج.
ويكثف أبو القاسم، في استدلالاته، بالمشاهد الحوارية المقتبسة من الرواية، ليبني عليها الموقف العام الذي يطغى على الأحداث، خاصة ما انفتحت عليه الرواية من حوارية بين شخصيتين رئيسيتين فيها: «صنعة وموزا»، حيث ينتج عن هذا الحوار سر كبير يسيطر على مجمل تفاصيل السرد، ليصبح ضالة القارئ في الرواية.
وأشار أبو القاسم إلى تضمين الوصف السردي لقساوة الحياة في تلك الأيام، وأن تلك القسوة ناتجة في أيام «الزغنبوت» عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي كان لها انعكاسها على المجتمع ككل، وعلى شخوص الرواية، مسجلاً بعض الأحداث التي تشير إلى تلك القسوة.
وعرج على الكثير من تفاصيل العمل، والأساليب السردية المتنوعة فيه، والتي تجمع بين سرد الذات، وصوت الراوي، وكذلك الانتقال من فضاء لآخر، ووصف شخوص الرواية، مشيراً إلى بروز العنصر النسائي بشكل أساسي، بينما كان حضور الرجل هامشياً ليس له تأثير كبير في مجمل تفاصيل القصة.
وتناول أبو القاسم كذلك ظاهرة الرق التي شكلت قوام بناء الرواية، فهي تنفتح على ماضي الاسترقاق، وكل من الشخصيتين الرئيسيتين قد عاشتا تجربة الاسترقاق، عاكساً تلك القسوة التي صورتها الكاتبة في مشاهد حزينة ومؤلمة.
وأوضح أن الغفلي قد نجحت باقتدار كبير في تمرير هذا العالم «الثقيل» في الرواية، وأنها قد خففت من هذا الثقل من خلال عدد من التقنيات منها: تعدد أصوات الراوي و«المونولوج» من خلال حوار الذات والتداعي الحر، كذلك استخدمت الكاتبة تقنية «الرسالة» وهي نص مكتوب في متن النص السردي، وكذلك استخدمت ضمير المخاطب، والاقتباسات خاصة في الباب الأول، كذلك التقنيات التي اتبعتها في التبويب، مشيراً إلى أن أحداث الرواية جرت في فضاء مستعاد وليس حاضراً، وأن الشيء المميز في الكتابة هو الوصف، حيث تمتاز الكاتبة بقاموس ثري جداً خاصة في التراث الشعبي، حتى على مستوى الوصف المكاني، واصفاً الرواية بأنها وثائقية تسجيلية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"