فيصل عابدون
لا يزال 122 معتقلاً في معسكر غوانتانامو يعرقلون حلم الرئيس باراك أوباما بإغلاق المعتقل سيئ السمعة، وتمكينه من تحقيق نجاح آخر قبل أن يغادر البيت الأبيض .
مما لا شك فيه أنه اتخذ قرارات جريئة خلال رئاسته لأقوى دولة في العالم، فالانسحاب من العراق وضع نهاية لنزيف الدم والدمار الذي أطلقه سلفه جورج بوش على هذا البلد، كما أن سحب القوات في أفغانستان أنقذ أرواحاً كثيرة، لكن إغلاق غوانتانامو لا يزال يواجه المشكلات .
مرت ست سنوات منذ أن أطلق أوباما تعهده بإغلاق السجن الذي يمثل وصمة لسجل حقوق الإنسان ورمزاً لانتهاكات القانون الدولي، وعاراً مستمراً للإدارة الأمريكية، وخطراً يهدد سلطتها الأخلاقية في العالم .
وصفه رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، بأنه يمثل جرحاً نفسياً للأمريكيين وان إغلاقه مصلحة للأمن القومي . وقال عنه الرئيس أوباما إنه "ليس من المعقول أن ننفق ثلاثة ملايين دولار على كل سجين للحفاظ على سجن يدينه العالم ويستخدمه الإرهابيون للتجنيد" .
ولكن وعلى بساطتها الظاهرة إلا أن مهمة إغلاق المعتقل الذي كان يضم 800 سجين في بدايته، تنطوي على تعقيدات كبيرة، فالكونغرس ذو الأغلبية الجمهورية يعارض نقل المعتقلين إلى داخل الولايات المتحدة، ويضع قيوداً متشددة أمام نقلهم إلى دول أخرى بسبب مخاوف من ردتهم إلى الإرهاب .
كما أن قطاعاً عريضاً من الرأي العام الأمريكي والعديد من المسؤولين في الحكومة لا يزالون تحت صدمة هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ويتزايد شعورهم بالذعر على وقع الهجمات الإرهابية الجديدة في لندن وباريس .
وعلى الرغم من التطمينات التي يطلقها المسؤولون عن السجن العسكري، إلا أن المخاوف تظل باقية . وبالتوازي تستمر جهود الرئيس أوباما في استخدام صلاحياته وتحدي عراقيل الكونغرس وذكرت تقارير حديثة أن 54 سجيناً غالبيتهم من اليمن، تلقوا الضوء الأخضر بنقلهم من المعتقل إلى دول أخرى .
وبسبب الفوضى الحالية في اليمن، فإن الكونغرس يعارض نقلهم إلى هناك، بينما تحاول الإدارة الأمريكية تجاوز هذا الانسداد بإرسالهم إلى بلدان أخرى، مثل سلوفاكيا وجورجيا .
والذي يجب قوله هنا إن المعتقل ستتم تصفيته في نهاية الأمر، ربما ليس خلال فترة بقاء أوباما في مكتبه البيضاوي، فالكونغرس قد لا يكون راغباً في منحه التمتع بهذا الإنجاز، وحسب تقديرات وزير الدفاع المستقيل تشاك هيغل فإن إغلاق المعتقل قبل نهاية ولاية الرئيس سيكون أمراً صعباً للغاية، وأكثر صعوبة أيضاً إذا فرض الكونغرس قيوداً جديدة على الشروط المحددة للإفراج عن المعتقلين المتبقين، وعلى الدول التي ستستقبلهم .
وبانتظار انتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل فإن الكونغرس سوف يواصل وضع العراقيل أمام تصفية المعتقل، ويستعين بكافة الحيل والأكاذيب في إطار صراعه السياسي مع أوباما، أما السجناء الذين لم تثبت على غالبيتهم أي تهمة طوال سنوات بقائهم في المعتقل، فإنهم يمثلون ضحايا لذلك الصراع الأناني بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة .
[email protected]
لا يزال 122 معتقلاً في معسكر غوانتانامو يعرقلون حلم الرئيس باراك أوباما بإغلاق المعتقل سيئ السمعة، وتمكينه من تحقيق نجاح آخر قبل أن يغادر البيت الأبيض .
مما لا شك فيه أنه اتخذ قرارات جريئة خلال رئاسته لأقوى دولة في العالم، فالانسحاب من العراق وضع نهاية لنزيف الدم والدمار الذي أطلقه سلفه جورج بوش على هذا البلد، كما أن سحب القوات في أفغانستان أنقذ أرواحاً كثيرة، لكن إغلاق غوانتانامو لا يزال يواجه المشكلات .
مرت ست سنوات منذ أن أطلق أوباما تعهده بإغلاق السجن الذي يمثل وصمة لسجل حقوق الإنسان ورمزاً لانتهاكات القانون الدولي، وعاراً مستمراً للإدارة الأمريكية، وخطراً يهدد سلطتها الأخلاقية في العالم .
وصفه رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارتن ديمبسي، بأنه يمثل جرحاً نفسياً للأمريكيين وان إغلاقه مصلحة للأمن القومي . وقال عنه الرئيس أوباما إنه "ليس من المعقول أن ننفق ثلاثة ملايين دولار على كل سجين للحفاظ على سجن يدينه العالم ويستخدمه الإرهابيون للتجنيد" .
ولكن وعلى بساطتها الظاهرة إلا أن مهمة إغلاق المعتقل الذي كان يضم 800 سجين في بدايته، تنطوي على تعقيدات كبيرة، فالكونغرس ذو الأغلبية الجمهورية يعارض نقل المعتقلين إلى داخل الولايات المتحدة، ويضع قيوداً متشددة أمام نقلهم إلى دول أخرى بسبب مخاوف من ردتهم إلى الإرهاب .
كما أن قطاعاً عريضاً من الرأي العام الأمريكي والعديد من المسؤولين في الحكومة لا يزالون تحت صدمة هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ويتزايد شعورهم بالذعر على وقع الهجمات الإرهابية الجديدة في لندن وباريس .
وعلى الرغم من التطمينات التي يطلقها المسؤولون عن السجن العسكري، إلا أن المخاوف تظل باقية . وبالتوازي تستمر جهود الرئيس أوباما في استخدام صلاحياته وتحدي عراقيل الكونغرس وذكرت تقارير حديثة أن 54 سجيناً غالبيتهم من اليمن، تلقوا الضوء الأخضر بنقلهم من المعتقل إلى دول أخرى .
وبسبب الفوضى الحالية في اليمن، فإن الكونغرس يعارض نقلهم إلى هناك، بينما تحاول الإدارة الأمريكية تجاوز هذا الانسداد بإرسالهم إلى بلدان أخرى، مثل سلوفاكيا وجورجيا .
والذي يجب قوله هنا إن المعتقل ستتم تصفيته في نهاية الأمر، ربما ليس خلال فترة بقاء أوباما في مكتبه البيضاوي، فالكونغرس قد لا يكون راغباً في منحه التمتع بهذا الإنجاز، وحسب تقديرات وزير الدفاع المستقيل تشاك هيغل فإن إغلاق المعتقل قبل نهاية ولاية الرئيس سيكون أمراً صعباً للغاية، وأكثر صعوبة أيضاً إذا فرض الكونغرس قيوداً جديدة على الشروط المحددة للإفراج عن المعتقلين المتبقين، وعلى الدول التي ستستقبلهم .
وبانتظار انتخابات الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل فإن الكونغرس سوف يواصل وضع العراقيل أمام تصفية المعتقل، ويستعين بكافة الحيل والأكاذيب في إطار صراعه السياسي مع أوباما، أما السجناء الذين لم تثبت على غالبيتهم أي تهمة طوال سنوات بقائهم في المعتقل، فإنهم يمثلون ضحايا لذلك الصراع الأناني بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة .
[email protected]