خورفكان بين مقاومتين

04:58 صباحا
قراءة دقيقتين
أحمد البيرق

بين أعوام 1507 و 2019 تبقى جبال خورفكان الشاهد الأبرز والأبقى على مقاومتين لن تمحيا من ذاكرة التاريخ، الأقدم كانت في مواجهة الاستعمار والأحدث كانت من أجل الإعمار.
فعندما يذكرنا صاحب السمو حاكم الشارقة بمقاومة أهالي خورفكان للغزو البرتغالي عبر فيلمه «خورفكان 1507» فإنما يريد منا العبرة بأولئك الذين قدموا أرواحهم فداء لهذه الأرض وكيف أنه من الواجب علينا أن نعمل ونجتهد ونتكاتف في مواجهة كل ما يسوؤنا من أفكار هدامة دخيلة على مجتمعنا.
فيلم «خورفكان 1507» سجل حقبة زمنية تكاد تفاصيلها تخفى على الكثير منا، وبرع القائمون عليه عندما صوروا المستقبل في شخصية علي، ذلك الصبي الذي وقف في نهاية الفيلم وبصره يراقب سفن البرتغاليين وهي تغيب في لجة البحر ناهبة خيرات البلد وثروات أهله، وكأن لسان حاله يقول سنعود أقوى مما كنا ولن يثنينا ما فعلتموه في أراضينا من إعادتها أفضل مما كانت.
المستقبل اليوم ينهض من جديد في مقاومة بشكل مختلف، مقاومة الطبيعة وتسخيرها لخدمة الإنسان، بطلها وقائد رايتها صاحب السمو حاكم الشارقة، صاحب الفكر النير والروح المتقدة، صاحب الرؤية السديدة، صاحب القلب الرحوم، فقد هم منذ سنوات مضت بوضع حجر الأساس لشق طريق يعبر السهول والصحاري ويخترق الجبال من أجل أن يحقق لأبنائه في خورفكان عبوراً سهلاً ميسرا منها إلى باقي إمارات الدولة، يوفر لهم الوقت ويحقق لهم الراحة والأمن ويخفف عنهم المشقة، هذه المقاومة التي جاءت من أجل الغاية الأسمى من وجود الإنسان على هذه البسيطة وهي إعمار الأرض.
بين المقاومتين الأولى والثانية مئات السنين، فقد تغير الزمان ولكن هو ذات المكان، وهم ذات البشر بعزمهم وإصرارهم وتفانيهم وحبهم لهذه الأرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"