السلطان العارف

20:53 مساء
قراءة دقيقتين

بقلم: أحمد البيرق
«قلوب العارفين لها عيونٌ
ترى ما لا يراه الناظرون»
عندما تولى الحكم في عام 1972م، انكب جل اهتمامه على بناء الإمارة تحت ظل الاتحاد، وتأسيس المؤسسات الحكومية التي تعينه على إدارة شؤون البلاد والأفراد، ووضع أركان الدولة الحديثة بما يتوافق مع تطلعات القادة وآمال الشعب.
كما ركز منذ بداية عطائه وحتى الآن على الإنسان؛ لإيمانه التام بأن الفرد في المجتمع هو الأساس الذي سيتحقق من خلاله النهوض لهذه الأرض، وباشر تشييد المؤسسات التعليمية والمرافق الرياضية والمراكز التنشيطية والصروح الثقافية الفنية والأدبية، وتجهيزها بشرياً ومادياً؛ كي ينشأ إنسان الشارقة وهو مسلح بفكر نير يعينه على التعايش مع أي مستقبل أمامه.
فقد كانت الرؤى التي يتبناها صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واستشراف المستقبل الذي يحمله، أعظم بكثير مما كنا نتخيل ونتصور ونتوقع؛ حيث استطاع أن يحمل هذه الإمارة وإنسانها لمصاف العالمية، فلم يدع قارة من قارات العالم المتسع، إلا وكان للشارقة موضع قدم، تعرض من خلاله ثقافتها وفنونها وتراثها وجهدها العلمي والمعرفي وتجاربها وعطاءاتها الإنسانية، وتقدم إنسانها المفكر الواعي الناضج للآخر بكل فخر واعتزاز.
وفي هذه الأيام تحفل عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول بالشارقة، وبجهود حاكمها كضيف شرف في معرضها الدولي للكتاب؛ لتعزز بذلك الشارقة وبثبات، مكانتها السامقة في قلب خريطة العالم الثقافية.
كما تأتي هذه الاستضافة للثقافة الإماراتية عبر الشارقة؛ لتؤكد مدى نجاح مشروعها الثقافي المبني على جهد حثيث وإيمان صادق بجدوى بناء الجسور بين مختلف ثقافات الشعوب، التي من خلالها يمكننا خلق تواصل فعال لتعريف الآخر بحقيقة الثقافة العربية الإسلامية.
ولم تصل الشارقة اليوم إلى ما وصلت إليه، لولا فضل الله أولاً ومن ثم عين وقلب ذلك السلطان العارف الذي يرى أجلى وأبلج مما نرى، فبكم يا صاحب السموّ ستبقى شمس الشارقة منيرة مستنيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s46mhaf

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"