عبد الله العثمان السفير المتميز وغير العادي

03:57 صباحا
قراءة 3 دقائق

منح صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، عبدالله العثمان سفير دولة قطر وسام زايد الثاني من الطبقة الأولى وهذا التكريم من رئيس الدولة، حفظه الله، إن دل على شيء فإنه يدل على أن هذا السفير، العثمان كان سفيراً متميزاً، وأن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، أراد بهذا التكريم أن يظهر تقديره للدور القيم الذي لعبه عبد الله العثمان كسفير لبلاده لدى دولة الإمارات، ودوره غير العادي في تمتين روابط العلاقات بين بلدين شقيقين ومتجاورين وعضوين بارزين في التجمع الخليجي، منظمة دول مجلس التعاون الخليجي . .

وتأتي دولة قطر على رأس دول المنظومة الخليجية التي للأسرة الحاكمة فيها ارتباط أسري خاص، فقد صاهر عدد من أمراء قطر أسراً حاكمة في الإمارات وكذلك مع بعض الأسر من وجوه الناس، وعلى رأس هذه المصاهرة كان زواج المغفور له الشيخ أحمد بن على آل ثاني حاكم قطر الأسبق بالشيخة مريم بنت راشد شقيقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي . وكانت قطر قاب قوسين أو أدنى من الانضمام إلى اتحاد الإمارات العربية المتحدة عام ،1971 لولا بعض الترتيبات والاختلافات السياسية التي خطط لها داخل الأسرة الحاكمة القطرية والتغييرات التي أعقبت ذلك فيما بعد . .

وجاء عبد الله العثمان ليتولي منصب ثالث سفير لدولة قطر لدى الإمارات منذ يناير/كانون الثاني من العام ،1993 وكان الاختيار في منتهى التوفيق باعتبار أن هذه الشخصية قد تولت مناصب دبلوماسية سابقة واكسبته هذه المناصب خبرات واسعة واستمر سفيراً لبلاده في الإمارات منذ عام 1993 حتى الآن أي طوال 21 عاماً، وهي مدة لايمكث فيها سفير في بلد واحد بعينه إلا إذا كان ذلك السفير ذا قدرة كبيرة على توفير البيئة المناسبة لتطوير العلاقات الحسنة بين بلده وبين البلد الذي يتولى فيه مهام منصبه . وقد أثبت عبد الله العثمان بشكل ملموس وبادٍ للعيان أنه من أكفأ السفراء الذين بذلوا من الجهد ما يحمد لهم في هذا السبيل، وأنه كان ناجحاً لما يتمتع به من ثقافة دبلوماسية عالية .

وقد عرفتُ أبا محمد، عبد الله العثمان، منذ ما يقارب الأربعين عاماً بواسطة المرحوم تريم عمران الذي ربطته مع العثمان رابطة نسبية من المصاهرة التي تمت عندما كان أبو نجلاء يتولى سفارة الإمارات في مصر، في مستهل عام ،1972 بعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة مباشرة، وكان تريم عمران يتولى يومئذ منصبين مهمين، هما تمثيل بلده في مصر ذات الشأن الكبير في العالم العربي، ومندوب الإمارات الدائم لدى الجامعة العربية .

وقد عُرفَ أبو محمد، عبد الله العثمان بالمهارة الفائقة في الدبلوماسية التي تمهد الطريق إلى تحسين العلاقات وإزالة الشوائب التي قد تعترض طريق هذه العلاقات، كما عرف بعلاقاته الاجتماعية الواسعة في الإمارات، ولعلّه من أقدر الناس على تكوين الصداقات القائمة على المودة، ولا أعتقد أن هناك سفيراً أقام من العلاقات الطيبة بينه وبين أهالي البلد الذي يمثل بلده فيه، كما أقام عبد الله العثمان، وفي رأيي أن القرار المتعلق بترك عبد الله العثمان الخدمة الدبلوماسية نبأ غير سار الوقع على أصدقائه ومحبيه وهم كثر في الإمارات، وعلى جميع الصعد، بل يتجاوز ذلك لتكون ذات تأثير غير إيجابي في فن الإدارة الدبلوماسية والسياسية لاسيما، بين بلدين شقيقين هما الإمارات وقطر وما بينهما من الروابط التاريخية ما يشد به الأزر الخليجي ويعمل على تقويته .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"