قراءة في ديوان الشيخ سلطان بن سالم القاسمي وسيرته (1)

كشاكيل ملونة
13:40 مساء
قراءة 3 دقائق

لا يخلو كتاب يتناول تاريخ الإمارات بالاختصار أو التفصيل منذ الثلث الأول من القرن الماضي، القرن العشرين، من ذكر لحياة الشيخ سلطان بن سالم يحتل حيزاً من هذا التاريخ، لا سيما إذا كان هناك ذكر لإمارة ذات شأن في ساحل عمان، أو الإمارات العربية المتحدة، وهي إمارة رأس الخيمة، ذات الجذور التاريخية الأكثر عمقاً في تاريخ المنطقة الخليجية العربية، فرأس الخيمة، يقال بأنها جزء من المنطقة التي كانت تسمى بجلفار، وكانت تشكل وحدة جغرافية وديمغرافية من مملكة هرمز التي ازدهرت في فترة تاريخية ماضية حتى بدايات القرن السابع عشر.

ولكن موضوع هرمز وجلفار ليس مجال حديثنا هنا، فالحديث ينصب في جانبه الكبير على رأس الخيمة، باعتبار أن رأس الخيمة الحالية، هي المكان الذي ينتمي إليه الشيخ سلطان، الذي صدر عنه ديوان شعر نبطي، اسمه ديوان شعر الشيخ سلطان بن سالم القاسمي.

والحقيقة، أن الديوان في مجمله يحتوي على قصائد وأشعار للشيخ سلطان بن سالم، وكذلك يتضمن سيرة وترجمة عنه، جمعها وأشرف عليها وكتب مقدمتها الأستاذ محمود علياء الكاتب والصحافي المعروف المقيم في دبي والمحرر بجريدة الفجر التي تصدر في أبوظبي.

وفي الحقيقة فإن قراءة هذا الديوان، لها فائدتان ملحوظتان، إحداهما هي أنه بالقراءة نطّلع على شعر الشيخ سلطان بن سالم، والثانية أننا نقف على نبذة من حياة هذا الشيخ وتاريخه وسيرته..

كان الشيخ سلطان بن سالم قد تولى حكم رأس الخيمة، عام 1919 م، وهو حفيد الشيخ سلطان بن صقر الأول، المؤسس لأسرة القواسم الحاكمة في الشارقة ورأس الخيمة، وقد انتزع الشيخ سلطان بن سالم الحكم من أخيه الشيخ محمد بن سالم، واستمر حتى العام 1948 م، حيث نحّيَ وقام ابن أخيه الشيخ صقر بن محمد، الحاكم الحالي لرأس الخيمة بتولي سدة الحكم.. ولكن الشيخ سلطان بن سالم بقى حاكماً أو والياً متصرفاً لبعض المناطق الجبلية التابعة لرأس الخيمة، كالحويلات والمنيعي، اللتين اشتهرتا بأفلاج المياه العذبة المنحدرة من الجبال المتاخمة، وكذلك بزراعة الغليون أو التمباك، وكان (غليون) المنيعي يصدر إلى أسواق دبي ومنها إلى الإمارات الأخرى والخليج، بضفتيه العربية والفارسية، وكان المدخنون (للقدو) (الشيشة الخليجية) والمدواخ والنارجيله أو الأرجيله، يعتبرون غليون المنيعي من أجود أنواع الغليون المستخدم للتدخين..وكنا نرى ونحن صغار بالات ضخمة من غليون المنيعي في السبيخة في ديرة التي كانت سوقاً شعبياً للقوافل القادمة من البادية ومناطق ساحل عمان والباطنة.. ولا أعرف ما الذي حصل لغليون المنيعي وإنتاجه، وحبذا لو قامت إحدى الصحف أو المجلات بالاستقصاء والتحقيق عن ذلك وإلقاء الضوء على وضع المنيعي والحويلات وما حدث للزراعة في هاتين المنطقتين الجميلتين اللتين يفصلهما عن حتا جبل شاهق بهيج يضفي على الحويلات منظراً طبيعياً أخاذاً..

وكانت الحويلات وأفلاجها المائية الجميلة محطة لقوافل الجمال والسيارات القادمة من الباطنة على بحر عمان.. في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات وحتى منتصف الستينات من القرن الماضي..

وكان بالقرب من هذه الأفلاج التي كانت الناس تستقي من مياهها العذبة، فندق شعبي مبني من السعف ومطعم ومقهى، وأذكر أن صاحب هذا المطعم ومديره شخص يدعى هاشم من أهالي رأس الخيمة.. وكان الطعام الذي يعده هاشم للناس من الأرز واللحم الطازج والفواكه المعلبة والخبز (الوقافي)، شهياً يقبل عليه القادمون، وخاصة أولئك الذين قطعوا الطرق الوعرة في الصحارى والجبال رائحين وغادين إلى هذه المحطة المتميزة.. في الحويلات القريبة من جبال وادي القور المعروف..وكانت المسالك إلى هذه البقاع وعرة وغير آمنة حتى مستهل الخمسينات من القرن الماضي حيث أخذت قوة ساحل عمان التي تشكلت آنذاك على عاتقها مسؤولية المراقبة والأمن.

وللحديث صلة غداً إن شاء الله

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"