لماذا قُتل القذافي؟

05:49 صباحا
قراءة دقيقتين
صادق ناشر

لماذا اغتيل الزعيم الليبي معمر القذافي؟ وكيف؟، وما الأطراف المستفيدة من التخلص من نفوذه في ليبيا والقارة الإفريقية؟، أسئلة كثيرة لا تزال بدون أجوبة واضحة، لكن بعض رسائل رفعت الخارجية الأمريكية السرية عنها مؤخراً، تشير إلى أن أطرافاً محلية وإقليمية ودولية كانت وراء التخلص من الرجل، الذي كان شديد الوثوق بإمكانية صموده لسنوات طويلة في الحكم، لولا أن هذه الأطراف تحالفت لقتله.
في رسائل عبر البريد الإلكتروني رفعت عنها السرية ونشرت مؤخراً، تم تناول طريقة التعاطي مع الأزمة في ليبيا، التي تزامنت مع ما يسمى «الربيع العربي» عام 2011، والرغبة في التخلص من القذافي، والتي تمت لاحقاً، حيث جرى دفنه في مكان مجهول حتى لا يعرف له مكان، وأظهرت الكثير من الوقائع أن دولتين احتفلتا بموته بتلك الطريقة البشعة التي تمت، هما الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فضلاً عن عدد من الدول الغربية التي كانت ترى في القذافي حجر عثرة في نفوذها بالقارة الإفريقية.
تكشف بعض الرسائل عن نوايا غربية في التخلص من القذافي، وأن المبادرة العسكرية لحلف «الناتو» بقيادة فرنسا لإسقاط النظام في ليبيا، وحصولها على تفويض من مجلس الأمن الدولي، كانت مدفوعة برغبة في الوصول إلى حصة أكبر من إنتاج النفط الليبي، وإلى تقويض نفوذ القذافي على المدى الطويل لتحل فرنسا كقوة مهيمنة في إفريقيا.
وتحدد الوثائق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، باعتباره رأس الحربة في خطة القضاء على القذافي، والتي كانت تستهدف الحصول على النفط، وضمان نفوذ فرنسا، وتأكيد قوتها العسكرية، ومنع تأثير القذافي في إفريقيا، خاصة بعد أن تحول إلى عنصر فاعل فيها، حيث كان نشاطه يهدد نفوذ فرنسا في القارة، خاصة محاولته إصدار عملة إفريقية مدعومة بالذهب، وفق الرسائل التي تم الإفراج عنها مؤخراً.
مقتل القذافي حقق لفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية أهدافهما، لكنه أدخل ليبيا في أتون حرب أهلية لا يزال أهلها يدفعون من استقرارهم ثمناً لها.
صحيح أن بعض الدول تكون قادرة على تفكيك دول أخرى، لكن من الصعب أن تنال ما تريد، وهو ما وقعت فيه فرنسا، التي، وإن تمكنت من القضاء على الخطر الذي كان يشكله القذافي في حياته، إلا أن رحيله لم يجعلها تجني ما كانت تطمح إليه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"